هل يعود الحريري الى السرايا؟
رغم “الفرمان العشائري” بإقصاء الرئيس الحريري عن الحياة السياسية اللبنانية، وإبعاده عن المشهد السياسي في لبنان، لايزال رئيس تيار “المستقبل” المتقدم على سواه من الأفرقاء
المؤثرين في الشارع السني، رغم بروز حركات الانشقاق المدعومة من الخارج في التيار المذكور، بالإضافة الى محاولات ملء الفراغ الذي خلفه الحريري في الانتخابات النيابية الأخيرة في هذا الشارع ببعض “الشخصيات” التي ادعت “الاستقلالية” و”الحياد”.
ومعلوم أن الخلفية الفعلية لصدور الفرمان المذكور أعلاه، يصب في إطار السعي الدائم لأعداء المقاومة الإقليميين والدوليين لتجريدها من حلفائها كالتيار الوطني الحر، ولم يفلحوا في ذلك. ومن شركائها المعتدلين في لبنان أيضًا، كالرئيس الحريري
، الذي رفض إقحام أهل السنّة في فتنةٍ مذهبيةٍ، لإرباك المقاومة في الداخل، ومحاولة ثنيها عن دورها ومهمتها في التصدي للعدو الإسرائيلي والخطر الإرهابي التكفيري حين تدعو الحاجة.
فقد نجحوا نسبيًا في تحجيم رئيس “المستقبل”، من خلال الإيعاز الى بعض المسؤولين في “التيار الأزرق” للانشقاق عنه، والخروج على تعليمات زعيمه. كذلك عبر العمل على تشتت الشارع السني، لإعادة ترتيبه مجددًا، بما يتناسب بالكامل مع السياسية الأميركية- الخليجية في لبنان والمنطقة بحسب رأي مسؤولين في فريق المقاومة.
غير أن حركة الحريري عادت الى الواجهة مجددًا، وكانت
البداية من خلال اللقاء الذي جمعه بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في الولايات المتحدة الأميركية في الأيام القليلة الفائتة. وعقب ذلك وردت معلومات عن انعقاد لقاءات جمعت رئيس “التيار الأزرق” بموفدين سوريين وإيرانيين في الإمارات العربية المتحدة، وبرعايتها، وهي التي تطمح من جانبها إلى تعزيز دورها الإقليمي، خصوصًا بعد تسلم الشيخ محمد بن زايد مقاليد الحكم في البلاد، ولكن من دون الكشف عن مضمون هذه اللقاءات. كذلك توافرت معلومات أخرى مفادها، أن اللقاءات المذكورة، كانت محصورة بين الحريري وموفدين إيرانيين،
ودائمًا وفقًا للمعلومات الواردة آنفًا. وأيضاً من دون تسريب أي معلومة عن الشؤون التي عرضها الوفد الإيراني مع رئيس “المستقبل”، هذا في حال صدقت المعلومات التي كشفت انعقاد هذا اللقاء في الأصل، وهي غير مؤكدة حتى الساعة.
وتعقيباً على ما ورد آنفًا، ينفي مرجع كبير ومسؤول في
فريق المقاومة علمه بانعقاد اللقاءات المذكورة،
مستبعدًا انعقادها في هذا التوقيت، خصوصًا بعد
إحجام الحريري عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية،
الأمر الذي أقصاه حكمًا عن المشاركة في الاستشارات
النيابية الملزمة لتكليف رئيسٍ مقبلٍ للحكومة المرتقبة.
كذلك الأمر في شأن منح الثقة للحكومة العتيدة، هذا
في حال تم التوافق بين المكونات الجديدة للمجلس النيابي على تأليفها في الأساس. أضف الى ذلك،
يرى المرجع أن الإمارات لن تقدم على خطوةٍ من هذا النوع راهنًا، أي في ضوء استمرار وجود “الفيتو” السعودي على الحريري
، فدولة الإمارات بغنىٍ عن اتخاذ أي إجراء قد يغضب المملكة السعودية.
ad
كذلك الأمر بالنسبة لسورية، فلا جدوى من لقاء ممثلين
عنها مع الحريري
، في وقت انسحبت فيه السعودية من سورية،
كدور، تحديدًا بعد الكف عن دعم المجموعات المسلحة
المعارضة التي تنشط في الجارة الأقرب، فدمشق من
جهتها بغنىٍ عن ذلك أيضًا، ودائمًا بحسب رأي المرجع.
ولكن في الوقت عينه، يعتبر أن إمكان انعقاد هكذا لقاءات ممكنة في حالةٍ واحدةٍ، وهي تجدد تفاهم (س- س) أي السعودية وسورية، بمساعٍ إماراتيةٍ، وبمباركة فرنسية، وبموافقة الأطراف الإقليميين والدوليين المؤثرين في لبنان،
كالولايات المتحدة وإيران، لإعادة ترتيب الأوضاع اللبنانية،
وهذه الشروط غير متوافرةٍ في
الوقت الراهن، بحسب معلومات المرجع.
حسان الحسن- الثبات
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/