هجمة مرتدة من رياض سلامة على العهد
المدن
ليس انتشار وسم “سلامة يعري المنظومة” في “تويتر” حدثاً عابراً، ولا يمكن النظر اليه على أنه حدث بريء. بالكاد يجد المرء محباً لحاكم مصرف لبنان، الذي يحاول في الفترة الأخيرة إبعاد الشبهات عنه، مع أن الجميع يعلم أنه شريك في تحمل مسؤولية الإنهيار وما وصلت إليه حال البلد.
وقبل الحملة في مواقع التواصل الإجتماعي، سبق لرياض سلامة أن ظهر على شاشة “أل بي سي” اللبنانية، ليشرح للبنانيين من هو المسؤول عن الانهيار.
ليس غريباً أن أهم ما قاله رياض سلامة في مقابلته هو أن قطاع الطاقة واستيراد المحروقات قد كلّف الدولة ومصرف لبنان أكثر من 24 مليار دولار بين العامين 2010 و2021. فالتصويب واضح على “التيار الوطني الحر” الذي توالى وزراؤه على استلام وزارة الطاقة طوال تلك الأعوام. بالإضافة الى ذلك،
أشار حاكم مصرف لبنان إلى أن الاحتياطي النقدي يتناقص بسبب
دعم الحروقات والمواد الغذائية وهي قرارات اتخذتها الطبقة السياسية
وكان جبران باسيل معارضاً لرفع الدعم عن المحروقات.
الصراع بين حاكم مصرف لبنان والعهد يأخذ طابعاً سياسياً، فلا أحد حتى
الآن من السياسيين ومن “التيار الوطني الحر” بشكل خاص، قدم للبنانيين
توصيفاً علمياً للإنهيار وشرحاً للمسؤوليات، ولم يكشف أحد أين ذهبت أموال اللبنانيين.
يظهر رياض سلامة ليقول إنه يملك الأرقام.. وما كشفه ربما يكون نذراً يسيراً مما يخفيه.
لكن الصراع السياسي بين الحاكم، وعهد الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر،
يذهب ضحيته اللبنانيون الذين يعانون الأمرّين في مرحلة اللا قرار الحكومي والهرب من تحمل المسؤوليات.