بعد ‘غزو’ قناديل البحر… القلق يُسيطر على اللّبنانيين!
نتشر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لـ”غزو” من قناديل البحر على شاطئ لبنان مقابل خليج مدينة جونيه الساحلية شمالي بيروت، صوره شخص كان يمارس القفز بالمظلة، مما أثار القلق مع توجه الكثيرين إلى البحر هربًا من الطقس الحار.
وأثار المشهد الذي حقق انتشارًا كاسحًا في لبنان وتبدو فيه أسراب القناديل البيضاء بمئات الآلاف، وربما بالملايين، التساؤلات
بين مرتادي الشواطئ الذين اعتادوا السباحة في مياه البحر، بشأن ما إذا كان عليهم تغيير خططهم تجنبًا للدغات هذه المخلوقات البحرية.
وتصدرت أخبار القناديل وسائل الإعلام المحلية في عطلة العيد، التي قالت إن “مخلوقات لاسعة ومن دون رؤوس، أعدادها تقدر بالملايين، بدأت تغزو لبنان”.
وقال رئيس قسم الصحة والبيئة في كلية الصحة بالجامعة اللبنانية في طرابلس جلال حلواني، إن “ما يشهده خليج جونيه من غزو للقناديل يُعتبر ظاهرة طبيعية وموسمية تحدث في البحار والمحيطات، خصوصًا مع التغيير السريع لدرجات الحرارة ووفرة المواد المغذية في المياه، وهي عوامل تساعد على ظهور القناديل”.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، وصف حلواني قنديل البحر بأنه “من أنواع الحيوانات البحرية ويُصنّف من الرخويات اللاسعة، وهو قرص شفاف له أطراف رفيعة تسمى اللوامس”.
وتاع، “ليس لدى قنديل البحر رأس أو نظام هضمي أو معدة، ويشكل الماء النسبة الكبرى من تكوين جسمه، ويُعدّ من الحيوانات التي تتحرك في المياه من خلال انقباضات الجسم، وتساعده تيارات الماء في الانتقال لمسافات بعيدة”.
وأضاف حلواني، “القنديل من أقدم الحيوانات البحرية، منه صغير الحجم ومنه الضخم، تقذفه التيارات المائية إلى الشاطئ ويتغذى على بيض الأسماك، ويعتبر أهم غذاء للسلاحف البحرية”.
وقال الأكاديمي: “القناديل موجودة دائمًا على الشواطئ اللبنانية خصوصا في شهر يوليو، وحين تظهر علينا تجنب السباحة لأنها تلسع، وغالبًا ما يكون بداخلها سموم تدخل جسم الإنسان وتسبب له ألمًا فوريًا واحمرارًا، بينما تُصاب بعض الأجسام بتورم من جراء اللسعات، وقد يكون الضرر أكبر وحينها يجب نقل المصاب إلى المستشفى فورًا”
ونصح حلواني بالابتعاد عن السباحة في البحر وتجنب القناديل، وقال: “بمجرد وصولها إلى الشاطئ تموت من تلقاء نفسها وتتحلل في البحر، وإذا لسعت أحدا عليه فورا غسل جسمه بالمياه المالحة”.
وفي السياق ذاته، قال مدير المركز الوطني لعلوم البحار ميلاد فخري، إن “ما نراه أمر طبيعي ويحدث سنويًا في مثل هذا الوقت،
إذ تأتي أعداد كبيرة من قناديل البحر مع تيارات المياه المندفعة من البحر الأحمر مرورًا بقناة السويس، وتبقى عند الشواطئ اللبنانية حتى منتصف شهر آب تقريبًا”.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية،
لفت فخري إلى أن “نوع القناديل هو نفسه الذي يأتي إلى لبنان كل سنة، وأعراض لسعته نفسها، وبالتالي ما من خطر جديد ولا داعي للهلع”.