لعبة الربع ساعة الاخيرة… لا استقالة من حكومة مستقيلة!
يَكثر الحديث في هذه الأيام ومنذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومة أن لا حكومة في الأفق وأن المخطط هو أن تبقى حكومة تصريف أعمال فقط حتى نهاية العهد وإلى ما بعد نهايته ولنقل إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في حال تم هذا الاستحقاق.
كما يُجمع العليمون بخفايا الدهاليز السياسية، أن الرئيس ميقاتي “مرتاح على وضعه” و”آخر همّه تشكيل حكومة نهاية العهد” وغير متحمس لها أساساً، ما دام لقب الدولة معه وليس فقط كتاب التكليف… وما دام يسكن السراي ولا ينظر اليها من بعيد.
ولكن، في المقابل هناك مَن يعتقد أن لعبة سياسية قد تُلعب في ربع الساعة الأخير، تتمثل باستقالة وزراء التيار الوطني الحرّ من حكومة تصريف الأعمال، وباعتقاده أن التيار، بهذه الحركة “يزرك” الرئيس ميقاتي في “بيت اليَك” ويجبره على تشكيل حكومة جديدة.
وبتقليب وجهات النظر، يؤكد قانونيون أن هذه اللعبة، “لعبة الإستقالة” إذا فكّر أحد المضي بها، فهي لن تجدي نفعًا، لأنه وببساطة لا استقالة من حكومة مستقيلة، وبهذا تبقى حكومة الرئيس ميقاتي حكومة تصريف أعمال وحكومة إدارة البلاد الى حين في حال تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي الجمهورية الجديدة التي يأمل الكثيرون أن تكون بداية لمرحلة مشرقة، يخرج اللبنانيون من خلالها بالانتصار على كل المصاعب والتحديات غير المسبوقة التي غرقوا فيها منذ ما يقارب الثلاث سنوات.
وبحسب ما تشير التقارير الخارجية والرسائل التي تبثها حركة الوفود الدبلوماسية حول المصير القاتم، في حال الاستمرار في السير بالنهج السياسي المتبع منذ عقود في لفلفة الامور والمحاصصات السياسية، فإنه من الاجدى دعوة السياسيين للتفكير باستعادة ما تبقى من مؤسسات وقطاعات حيوية وإنقاذ اللبنانيين من جهنم الذي هم فيه، بدلًا من ابتكار ألاعيب سياسية تدميرية للحجر والبشر معًا.
إننا بحاجة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان إلى قادة ومسؤولين لا يعتقدون أن بالكيدية والعناد واللعب والكراهية والحقد نستطيع أن نبني دولة أو أن نعيد بناءها.