ستتفاجأون بحجم كتلة سعد الحريري!
ستتفاجأون بحجم كتلة سعد الحريري!
نعم، خرج الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية، وحصلت الإنتخابات النيابية من دون مشاركة تيّار “المستقبل” وأفرزت مجلساً نيابياً جديدأً خالياً من المكوّنات المستقبلية.
لكن هل تصدقون أن الحريري لا يمون على أي نائب في البرلمان الجديد وخصوصًا على النواب السنّة؟
وأنه لا يستطيع التدخّل بأي استحقاق رئاسي كان أم حكومياً؟
يضمّ مجلس النواب 27 نائباً سنياً: 6 في بيروت، 2 في صيدا، 3 في عكار، 8 في طرابلس والمنية والضنية،
2 في البقاع الغربي، 2 في الشوف، 1 في زحلة، 2 في بعلبك – الهرمل و1 في الجنوب.
وجمعيهم لا يدورون في فلك تيّار “المستقبل”، وإن كان بعضهم منضوياً في المجلس السابق في كتلة التيّار الأزرق.
بدايةً، هناك 8 نواب سنّة هم حلفاء “حزب الله”، وبعيدون كلّ البعد عن الرئيس الحريري وتيّاره،
وهم: ملحم الحجيري، ينال الصلح، حسن مراد، إضافةً إلى عدنان طرابلسي وطه ناجي اللذين
ينتميان إلى كتلة جمعية المشاريع (الأحباش)، وجهاد الصمد، محمد يحيى وقاسم هاشم.
ومن دون احتساب النائب الإشتراكي بلال عبدالله، يبقى 18 نائباً، وجميعهم لا ينتظرون
تعليمات سعد الحريري أو إرشاداته. النائب فؤاد مخزومي، الشخصية المستقلة منذ
دخوله العالم السياسي، وقد اشتهر بعدائه للحريرية على مدار سنوات طويلة،
كذلك النائبين ابراهيم منيمنة ووضاح الصادق، اللذين لم يفوّتا أيّ فرصةٍ للهجوم على الحريري
وسياسته خلال حملتهما الإنتخابية، باعتباره جزءاً من المنظومة السياسية، ويضاف إليهما
النواب حليمة قعقور وياسين ياسين ورامي فنج الذين يحملون التوجّه نفسه والعقيدة السياسية ذاتها.
لكن الفروقات بين نواب “التغيير” واضحةٌ جداً، فوضّاح الصادق ورغم انتمائه سابقاً لتيّار “المستقبل”،
إلاّ أنه استطاع بحنكته الإعلامية، أن يخلع الثوب الأزرق ويرتدي الزيّ التغييري، كما أن الصادق برز
أكثر من منيمنة بعد الإنتخابات رغم أن منيمنة حصد 13 ألف صوتاً تفضيلياً،
وذلك لأن الأخير يحمل أفكاراً يسارية لا تناسب المجتمع السنّي البيروتي،
كما أنه يمارس الفوقية في تعاطيه مع زملائه داخل أروقة المجلس إلى
درجة أن بعض نواب “التغيير” يرفضون تسميته لترؤس الحكومة.
نائب “الجماعة الإسلامية” عماد الحوت، لا يملك أي ارتباط بتيّار “المستقبل”،
والجماعة هي حالة دينية سياسية تعالج الملفات السياسية من منطلقاتها الخاصة
بمعزلٍ عن أي قوى أو جهة سياسية أخرى، وعلاقتها مقطوعة مع “المستقبل” منذ العام 2016.
النائب نبيل بدر، لا ينتمي أساساً إلى تيّار “المستقبل” رغم قربه من بيئة التيّار الشعبية،
وذلك لأن قيادة التيّار لم تستوعب بدر، المعروف بمواقفه الشرسة خصوصاً في
ما يتعلق بالقضايا الوطنية الهامة، ويُنقل عنه قوله “ما حدا بمون عليّي إلاّ الناس”.
وهو قام بدورٍ كبير في تكوين ما يُعرف بـ”اللقاء النيابي المستقل” الذي يضمّ نواباً من مختلف الطوائف.
النائب بلال الحشيمي، المحسوب على الرئيس فؤاد السنيورة، يُعتبر من أشدّ النواب
المعادين للحريري وتياره، وهو أحد أعضاء” اللقاء النيابي المستقل”. أما أسامة سعد
وعبد الرحمن البزري فهما من السياسيين التقليديين في مدينة صيدا، ويجمعهما
الطموح نفسه بترؤس الحكومة يوماً ما. لكن من المؤكد أن الرجلين لا يربطهما أي
شيء مع تيار “المستقبل” لا من قريب ولا من بعيد.
أمّا وليد البعريني ومحمد سليمان، فهما من “قدامى” تيّار المستقبل، لكنها
لا يخضعان حاليًا لتعليمات القيادة رغم احترامهما الشديد للرئيس الحريري.
ويُعتبر البعريني من أهمّ نواب عكار وقد ترأس لائحةً حصدت 4 مقاعد نيابية،
ويبدو واضحاً أن البعريني وسليمان يمارسان السياسة كنائبين مستقلّين.
أشرف ريفي إبن تيّار “المستقبل”، بات بعيداً كلّ البعد عن الرئيس الحريري
وأصبح من أبرز خصومه، وهو مرشّح جدي لترؤس الحكومة، لكنه يصطدم
بفيتو من “حزب الله”. أمّا إيهاب مطر، النائب المعروف من خلال موكبه الأمني فقط،
لا يزال غامضاً على مستوى انتمائه السياسي، إذ لا يُعرف عنه سوى أنه أتى من
أستراليا وخاض الإنتخابات النيابية في طرابلس وفاز بأصوات “الجماعة الاسلامية”.
النائب أحمد الخير، المعروف بقربه من “المستقبل” وأحمد الحريري، ويقول دائماً
في أوساطه إنه لا يلتزم بتعليمات أحد وإنه نائب مستقل. كذلك النائب عبد العزيز الصمد،
الذي لا تربطه أي علاقة بتيّار “المستقبل” وهو الذي انتزع مقعد النائب السابق المحسوب
على التيّار سامي فتفت.
أخيراً، كريم كبارة نجل النائب السابق محمد كبارة، الذي يبدو أنه بصدد الإنضمام لقوى الثامن من آذار،
ويُلاحظ قربه من النائب طوني فرنجية، كما أنه على تواصل دائم مع الرئيس نبيه برّي
عبر أحد نواب حركة “أمل”. لم يصدر عن كبارة أي موقف لافت أو يحقق أي إنجاز،
سوى انتخابه عضواً في هيئة مكتب المجلس بعد ترشيحه من قبل “اللقاء النيابي المستقل”.
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني