اخبار محلية

مسرحية أمومة ودمية، لا تقتلوها مرتين

مسرحية أمومة ودمية

ليليان شعيتو..ضحيّة إنفجار الرابع من آب المشؤوم..
تواجدت ليليان الزوجة والأم في محيط الإنفجار لتشتري هدية لزوجها علي الذي ارتبطت به بعد قصة حبّ يؤكدها المقربون منهم..

لم تتمكن ليليان من إعطاء زوجها الهدية ولم تنجح محاولاتها بعدم التأخر في العودة إلى طفلها الرضيع..

إنفجر المرفأ وأصيبت ليليان ودخلت في غيبوبة طويلة ثم استفاقت

بشكل جزئي ومعها استفاق كل السم الإعلامي والجهل الخبري والتدخل الشعبي

فبات الجميع مناصري قضايا المرأة وبات الجميع يعرف كل تفاصيل ليليان ونسجت

الأقلام والأفلام قصصًا حينًا عن حرمان ليليان من ابنها وحينًا عن منعها من السفر

وحجز باسبورها ولم يتم الاكتفاء بذلك بل تعدّى الأمر حدود تفاصيل خلافات بين الزوجين وذويهما و قصص لا تنتهي….

لم تنجح محاولات الزوج في إظهار الحقيقة ولم يتم الاستماع إلى ما كشفته محاميته…

وبقي التفاعل الشعبوي منطلقًا من لا إله…أمّا إلا الله فتلك قد تنطوي على

حقائق تسدّ شهية مَن صدّقوا أنفسهم بأنّهم محامون ومحللون ومناصرون وخبراء تربويون ..

وبعد…
الطامة الكبرى كانت مع نشر صورة ليليان وهي تحتضن دمية بحجم طفلها المزعوم حرمانها منه…

بدت ليليان في تلك الصورة مسلوبة الحق بشكل أفظع مما يدعي البعض

الدفاع عن حقها المسلوب وفقهم…ليليان شبه واعية، وعيناها الغائرتان صامتتان بشكل محايد…

فلا يدرك الناظر اليهما أي مشاعر تكتريهما…ليليان لم تكن تنظر مباشرة في عدسة كاميرا

من يصورها ومشهد الطفل الدمية بدا كأنه معدٌّ على يد مخرج والممثل الذي أمامه

يرفض المشاركة في هذه المسرحية الفاشلة…
إن كانت ليليان وفق التقارير الطبية ووفق تصاريح أهلها ما زالت غير قادرة على الكلام

والتعبير والحركة فمن أخذ منها الإذن بنشر الصورة بهذه الشكل؟ من اقتحم حرمة مرضها

وحرمة غيبوبتها وحرمة حزنها وحرمة وجعها وجعلها بطلة صُوريّة لصورة مفترضة؟
من اشترى الدمية وأحضرها ووضعها في حضن ليليان الذي لا يعرف أحد حقيقة ما يجري في داخله؟

توقفوا عن الاعتداء على ليليان..
لا تقتلوها مرتين..
لا أحد يملك حق تقرير ما تريده ليليان سوى ليليان نفسها..

وإلى أن تستفيق ليليان فليبقَ الجميعُ نائمًا في سباته فلا أزمات في الوطن..

لا أزمة كهرباء ولا أزمة ماء ولا أزمة دواء ولا أزمة غلاء ولا أزمة انهيار اقتصادي ولا أزمة انحدار اجتماعيّ…

دعوا ليليان ففاقد الشيء لا يعطيه…والذين تجندوا اليوم لإعطاء دروس

في الحقوق والواجبات ليبدؤوا بأنفسهم ويطالبوا بحقوقهم في وطن معروف سَلَبة حقوقه وسَرَقة شعبه…

وللتوضيح..هذا المقال لا يتبنى براءة زوج ليليان من التهم المساقة

ضده وفي ذات الوقت لا يتبناها..فالحقيقة أولا لمعرفتها لا بد من تأكيد وتقصٍّ وتوثيق واستجواب وتحقيق…

دعوا ليليان…
تعاطفوا معها فقط في صلواتكم وليس في مقالاتكم..
في أدعيتكم وليس في نهمكم للتدخل..
في إنسانيتكم وليس على صفحات مواقع التواصل…

ليليان هي قضية رأي خاص…
وللبنان ألف قضية تصلح أن تكون قضية رأي عام..

المصدر: znn -بقلم نادين خزعل

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى