معركة باسيل ضد رئيس الحكومة.. توتير داخلي في غير اوانه
معركة باسيل ضد رئيس الحكومة.. توتير داخلي في غير اوانه
يتفاعل الاشتباك الاعلامي والسياسي بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اذ بات واضحا ان “التيار” لديه رغبة في توسيع حجم التراشق الاعلامي في لحظة سياسية بالغة التعقيد. يهدف التيار ورئيسه في معركتهم ضد رئيس الحكومة الى نقل المعركة السياسية والاعلامية من معركة تشكيل الحكومة الى معركة ذات طابع مبدئي ترفع فيها عناوين الفساد وبناء الدولة وغيرها.
قد تكون حسابات باسيل السياسية صائبة، اذ قد تخدم هذه المعركة، التي فتحها من خارج السياق العام للحراك السياسي الداخلي، بعض اهدافه القريبة والمتوسطة المدى مع اقتراب استحقاقات لن يكون اولها الانتخابات الرئاسية، وقد لا يكون اخرها حوار داخلي يضع حدا للازمة الحالية من خلال تسوية شاملة ترعاها بعض الدول المهتمة بالملف اللبناني.
لكن حسابات باسيل التكتية قد لا تخدم حلفاءه،
وتحديدا “حزب الله” الذي لا يرغب في هذه المرحلة
بتوتير الساحة السياسية اللبنانية او بتعزيز الانقسامات
الداخلية خصوصا مع اقتراب الاستحقاق الاهم الذي
يعني الحزب مباشرةً وهو مصير المفاوضات بشأن
الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز والتي قد تؤدي، في حال فشلها، الى نزاع مسلح مع اسرائيل.
بحسب مصادر مطلعة فإن لـ”حزب الله” مآخذ كثيرة
على الرئيس ميقاتي، وبالاخص بعد البيان الذي ندد
بعملية المسيّرات التي تم اطلاقها تجاه منصة كاريش
لاستخراج الغاز، لكنه وبالرغم من كون الخلاف طال استحقاقا
رئيسيا بنظره، لم يدخل في اي اشتباك سياسي او اعلامي،
حتى ان امينه العام السيد حسن نصرالله تجنب التعليق
على البيان الذي اذاعه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تجنبا لزيادة الشرخ الداخلي.
لا يفضل حزب الله اي نوع من انواع التوتر السياسي في مثل هذه اللحظة الحساسة، لان هذه الخلافات السياسية قد تؤثر على الموقف الرسمي ووحدته في حال حصول تطورات حدودية،
كما ان الحزب يرغب بأن يكون هناك شبه اجماع وتهدئة
داخلية بإنتظار الحسم في المفاوضات او في الميدان، لكن يبدو ان باسيل قرر فتح معركة جانبية في اطار الكباش الحاصل بشأن التوازنات الحكومية والانتخابات الرئاسية.
لا يتمتع رئيس”التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشعبية واسعة داخل فريق حلفاء “حزب الله” الذين يتحالف بعضهم، بشكل او بآخر، مع ميقاتي،
لكنه في الوقت نفسه لن يتعرض لاي حملة انتقادات
جدية من حلفاء الحزب الذي لديه رغبة بعدم اضعاف
“التيار” اكثر مما حصل في السنوات الماضية.فبالرغم
من ان الضاحية الجنوبية تعطي اولوية مطلقة للوحدة
الداخلية في هذه اللحظة السياسية الا
انها ايضا ليست في وارد مخاصمة باسيل.
ليس معلوما بعد السقف الذي وضعه التيار الوطني الحر في الهجوم على رئيس الحكومة، لكن هذا الاشتباك قد يؤدي الى قطع الطريق امام اي تفاهم بين الطرفين المعنيين بشكل مباشر بتشكيل الحكومة، على اعتبار ان الرئيس ميشال عون لم يكن يوما بعيدا عن تموضع التيار ومعاركه السياسية..
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا