ترئيس” جعجع مشروع حرب أهلية!
ترئيس” جعجع مشروع حرب أهلية!
لا يفوِّت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فرصةً ليعلن أنه مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية،
مع علمه المسبق أن طريقه إلى القصر في بعبدا، مقطوع لا تفتحه اتفاقات ولا تسويات، ولا حتى حروب.
عملية تسويق جعجع، تعتبرها مصادر سياسية مطلعة، محاولةً لكسر التوازنات الحالية،
ولكن كيف يصل هذا الرجل وهو محاطٌ بتعقيدات كثيرة؟ من حيث المبدأ،
ليس مطروحاً إسم جعجع لمعركة رئاسة الجمهورية، فهو بشخصه يؤكد مرةً تلو الأخرى
بأنه مرشح طبيعي، لكنه لا يصرّ على ترشيحه، وهو يعمل من أجل بلورة ترشيح مشترك
للقوى السيادية والتغييرية معاً. لذلك، ترشيح جعجع ليس على الطاولة لأسباب معروفة،
وأهمها فيتو “حزب الله”، الذي قد يدفع إلى افتعال مشكلة كبيرة، وربما ليس فقط على
الصعيد السياسي، إنما على الصعيد الأمني أيضاً، أي أن ترشيح جعجع جدياً قد يؤدي إلى حرب أهلية.
بمعزلٍ عن تاريخ جعجع الذي يراه البعض “دموياً” والبعض الآخر “بطولياً”،
فإن جعجع محكومٌ بالبقاء في معراب، وقد يساهم في وصول “رئيس” لكنه لن يكون الرئيس.
هذا الواقع ليس سببه “حزب الله” فقط، إذ أن جعجع مرفوض “رئاسياً” من عدة جهات سياسية
منها قوى التغيير والنواب السنّة المستقلين، طبعاً بالإضافة إلى “الثنائي الشيعي”
“حزب الله” وحركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” و”المردة”.
وبالنسبة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، “حليف” جعجع، لا شيء يمنع “البيك”
من السير بالحكيم، لكن الجانبين لم يبحثا الأمر حتى اللحظة، وذلك لأن جعجع لا يريد
معركة ترشيح رئاسي وبالتالي هي مسألة نظرية ليس أكثر.
وفي هذا السياق، فإن أوساطاً معارضة ل”القوات”، تجد أن طبيعة التوازنات الداخلية
لا تسمح بوصول جعجع، وأي ائتلاف سياسي عاجز عن إيصال جعجع المحاصر بتاريخه
“العسكري” وسياساته الإنقلابية، حتى على أقرب حلفائه وأبرزهم الرئيس سعد الحريري.
كما أن الإستثمار في الإنهيار خصوصاً في الساحة المسيحية، لم يعد مجدياً لتحقيق هذا الهدف.
فالواقع الداخلي لم يعد كما كان عشية إيصال الرئيس ميشال سليمان عام 2008، كما أن
البلد يعاني من تصدّعات عميقة ومن صراعات أعمق ومن تنافسٍ دولي على ثروته الغازية.
واذا أردنا الحديث عن “حزب الله” باعتباره المعطّل الأساس لحركة جعجع “الرئاسية”،
فإنه ملتزمٌ الحفاظ على أصدق العلاقات مع حلفائه المسيحيين، ولم يحسم أمره الآن
طالما لم تجر مشاورات في الإسم. بلّ ما يفكر فيه الآن هو تعطيل وصول أي مرشحٍ معارض للمقاومة.
اما إيصال سليمان فرنجية أو جبران باسيل أو غيرهما بمعزلٍ عن السياق المحلي
والإقليمي والدولي، فهو محكومٌ بفبركات وتكهنات وتحليلات ليس أكثر من ذلك.
لكن الحزب حريصٌ على رعاية التوازنات الداخلية وهو مشغولٌ بتأمين بيئة
محلية وخارجية مستقرة تضمن وصول المرشح الذي يريده.
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني
لمزيد من المعلومات اضغط هنا