وزيرة الطاقة الإسرائيلية: لو كنتُ مسؤولةً لبنانية لقبلت الصفقة
وزيرة الطاقة الإسرائيلية: لو كنتُ مسؤولةً لبنانية لقبلت الصفقة
وزيرة الطاقة الإسرائيلية
تخيّم الأجواء الضبابية على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مع انتظار بيروت الجواب الإسرائيلي على مقترحاتها الأخيرة التي رُفعت إلى الوسيط الأميركي،
أبرزها التمسّك بحقل قانا، وبكامل البلوكات النفطية.
ويتقاطع ذلك مع معلوماتٍ متضاربة تُنشر في وسائل الإعلام العبرية تتحدث تارةً عن تفاؤلٍ حذر وفي أطوارٍ أخرى عن مسارٍ سيطول ولا يتضمن توقيعٍ سريع على الاتفاق.
لا تصعيد
وبينما لا يوجد جديد يُذكر على صعيد المواقف، فحتى تاريخ كتابة هذه السطور ل
ا توجد أيُ إشاراتٍ لتحريك هذا الملف إلى الأمام، أو مَن يؤكد ما إذا كانت الأمور
ذاهبة نحو الأسوأ. تحدثت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، مع صحيفة “إسرائيل هيوم”،
عن ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا والاتفاق الذي أبرمته إسرائيل مع
مصر والاتحاد الأوروبي لتوريد الغاز الطبيعي. وقد أبدت هذه الأخيرة في المقابلة
اعتقادها بأن الأزمة بين إسرائيل ولبنان ستُحل وأن الحوادث التي وقعت مؤخراً لن تؤدي إلى تصعيد التوتر.
وفي المقابلة، لفتت الحرار إلى الاقتراح الذي قدمته الدولة العبرية للبنان،
فقالت “قدمنا عرضاً جديداً، وأعتقدُ أنه اقتراحٌ جيد. إنه اقتراح سيجعل لبنان منتجاً للغاز،
وهذا تطورٌ بارز. هذا بلد يعاني من أزمة اقتصادية عميقة، وأزمة طاقة رهيبة، الناس
هناك لديهم ثلاثة أو أربع ساعات من الكهرباء يومياً، وهذا الاقتراح يمكن أن يغير وضعهم”.
أضافت “على أي حال سيستغرق الأمر سنوات. لكن هذا هو الفرق بين البقاء في
الوضع السيئ الحالي، أو التطلع لمستقبلٍ أفضل. لو قُيضّ لي أن أكون مسؤولةً عن لبنان، لكنتُ طبعاً سأختار المستقبل الأفضل”.
الانتقادات الداخلية والانتخابات
ترفض الحرار مزاعم أمين حزب الله بأن إسرائيل تحاول الإضرار بلبنان وتجريده من حقوقه.
إذ تقول شارحةً “يمكننا أن نحاول البحث عن المكان الذي نتعرض فيه للخداع، ويمكننا
أن نأتي إلى المفاوضات عن طيب خاطر، كما فعلت إسرائيل. وفي النهاية
لديهم مصلحة كبيرة في القدوم إلى المفاوضات. هذه فرصة ذهبية
لحل الخلاف حول الحدود البحرية. ويمكن للبنان أن يخرج منها ظافراً بالطاقة في
وقتٍ يعيش العالم أزمة طاقةٍ عالمية. الاقتراح الذي قدمناه جيد وبنّاء ويتحرك نحو حل. آمل حقاً أن يفهم الطرف الآخر ذلك”.
وعن انتقادات البعض في إسرائيل التي خرجت للعلن معتبرةً أن تل أبيب
هي التي خضعت لضغوط وتهديدات حزب الله، ويمكن أن ينتهي بها الأمر بالتخلي
عن أرضٍ تدّر لها المال، أجابت الحرار “حزب الله دائماً ما يطلق التهديدات، وهذا ليس بالأمر الجديد.
نحن في مفاوضات مع الحكومة اللبنانية وليس أيُ كيانٍ آخر. في النهاية هدفنا هو إنهاء
الخلاف على الحدود البحرية. وأعتقدُ أن ذلك في مصلحة لبنان أيضاً، فضلاً عن المنطقة بأسرِها
. فالاستقرار في المنطقة لهو أمرٌ إيجابيٌ للجميع”.
أما إذا كان من الصواب أن تتخذ حكومة انتقالية قراراً حاسماً في أمرٍ كهذا، فأشارت
الوزيرة الإسرائيلية “هذه قضية ذات أهمية كبرى وتؤثر على أمن إسرائيل واقتصادها وطاقتها،
وكانت قيد المناقشة لأكثر من عقدٍ من قبل حكومات إسرائيل. إذا كانت الظروف مناسبة
لصفقة تحمي المصالح الإسرائيلية، فسيكون من الخطأ ترك الفرصة تضيع لمجرد
وجود انتخابات. وبالطبع كل شيء سيتم تنسيقه مع الأجهزة القانونية”.
الصفقة وتأثيرها على لبنان
في السياق ذاته، اعتبرت “إسرائيل هيوم”، في مقالةٍ منفصلة، أن حيلة لبنان بتحويل التركيز من انفجار مرفأ بيروت إلى النزاع البحري قد نجحت مع تضمن الاقتراح الذي قدمه الوسيط الأميركي تراجعاً كبيراً من جانب إسرائيل. ومع زعّم قيادات لبنان أن إسرائيل تخلت عن حصتها الكاملة من حقل قانا، وهي منطقة نفطية محتملة.
وترى الصحيفة أن لبنان ربما لن يكون أفضل مع حصوله على حقل قانا وكل مطالبه الحدودية. أولاً، لأن هناك فرصة كبيرة ألاّ تؤدي عمليات البحث إلى أي شيء، كما حدث في الماضي في المياه اللبنانية. وثانياً، لكون أعمال الحفر هذه قد تستغرق سنوات، بينما يحتاج لبنان إلى حلولٍ سريعة لحل أزمته الاقتصادية. وثالثاً، لأن الفساد متجذر في لبنان لدرجة أنه حتى لو حققت بيروت بعض الأرباح بسرعة، فسوف ينتهي بها الأمر في جيوب السياسيين.
على هذا النحو، تتابع الصحيفة الإسرائيلية “حتى لو قررت إسرائيل تقديم تنازلات، فمن غير المرجح أن يختفي التهديد الآتي من الشمال في المستقبل القريب. بل أكثر من ذلك، بينما سيُستبعد أي تهديدٍ من الحزب لبضعة أشهر، سيبحث نصرالله في هذا الوقت الضائع عن أعذارٍ أخرى. وبعبارةٍ أخرى، حتى مع صفقة النفط، سيبحث نصرالله عن طرقٍ أخرى للتحريض ضد إسرائيل للهروب من سخط اللبنانيين”.
العودة في أيلول
من ناحيةٍ ثانية، وجدت صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” أن الأهداف الدبلوماسية التي حددها مبعوث الطاقة الأميركي لحل النزاع أصبحت أكثر جدوى مع تمكن هوكشتاين، على حد زعمها، من إقناع السياسيين اللبنانيين بعزل حزب الله عن الشؤون الخارجية للدولة اللبنانية. مشيرةً أن بعض المسؤولين اللبنانيين أعلنوا دعمهم لاقتراح هوكشتاين الجديد، حتى لو كان يستند إلى خطة وُضعت في مكاتب مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
طوال زيارته، قام هوكشتاين، الذي يحاول حسب الصحيفة لفت الانتباه بعيداً عن هويته اليهودية-الأميركية، بإطلاع إسرائيل على تقدمه. وكشف أنه ينوي إتمام الاتفاق بحلول أيلول المقبل، وأنه يعتزم القيام بزيارة إضافية إلى بيروت، بينما يترك الحكومة اللبنانية تتعامل مع شؤونها الداخلية في الوقت الحالي.
وتتوقع “يديعوت أحرونوت” أن يعود هوكشتاين في أيلول لإجراء جولة أخرى من المحادثات، مدعيةً أن حزب الله منزعج بشدة من تفاؤله، وكذلك من الدعم الذي تمكن من الحصول عليه من مسؤولين لبنانيين. مطالبةً في الآن عينه من حكومة إسرائيل قبول العرض الذي قدمه لها.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا