اخبار محلية

مَن يُحرّض رئيس الجمهوريّة على البقاء في بعبدا؟

مَن يُحرّض رئيس الجمهوريّة على البقاء في بعبدا؟

بعدما قطع زوار رئيس الحكومة الشك باليقين، لأن لا حكومة جديدة في المدى المنظور طالما ان جنرال بعبدا مصر على قبض ثمن الحكومة خارجها، عادت نغمة الحديث عن الفوضى الدستورية القادمة إلى الواجهة،

بعدما تخطت المسائل قصة بقاء رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بحكم الأمر الواقع ام لا،

وجنوح الكثيرين إلى الاعتقاد ان “التيم” الحكومي سينتج رئيس جمهورية

ضمن المهلة الدستوري، وفقا لما يردد احد السفراء في بيروت، في جلسات

الشاي التي تضمه إلى مجموعة من الأصدقاء في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية.

وفيما تستكمل الاطراف الداخلية والخارجية اتصالاتها ومشاوراتها لاستكمال

رسم صورة الرئيس العتيد، مقوماته وصفاته، وفض العروض المقدمة من بعض المسترئسين،

مع حسم بعضها الأمور وانتقالها إلى مرحلة ما بعد الأسماء، في البازار الاعلامي المفتوح،

يبدو واضحا قرار حارة حريك وفقا لسيدها، بأنها لن يكون لها مرشح بل ستختار من

الموجودين لتؤيده، لقناعتها بأن انتخابات الرئاسة ليست الاساس في الإنقاذ

والتغيير بل الحكومة، يبقى الرئيس ميشال عون قابعا في المنطقة الرمادية،

“ضربة عالحافر ضربة عالمسمار”، أحد غير قادر على التنبؤ بقرار الربع الساعة الأخير الذي قد يقلب به المعادلات والتوازنات.

كثيرون هم المحرّضون في هذا الاتجاه، وأن اختلفت نواياهم واهدافهم،

بين حسن النية وسيئها، حيث لا تنفي مصادر التيار الوطني الحر ان ثمة بعض

المستفيدين الخائفين على مواقعهم، من الطارئين على العهد والتيار، يفتون

وينتظرون في هذا الاتجاه، مدعومين تحريضهم برومانسية المناضلين في

التيار الذين لم ولن يتقابلوا للحظة، ان المعرقلين نجحوا في افشال العهد كما وعدوا ،

مصرين على أنه حان الوقت لقلب الطاولة، يدفعهم حنينهم إلى نهاية الثمانينات لاعادة تجربة “جنرال بعبدا”.

وتتابع المصادر بأنه من الطبيعي جدا أن يصاب البعض بالاحباط مع انتهاء العهد،

وهو ما يحصل مع كل الاحزاب الحاكمة حول العالم، الا ان فترة ما بعد ٣١ تشرين

الأول ستكون كفيلة، وبمدة قصيرة، لتنقية جسم التيار الوطني الحر من الشوائب

والفطريات التي نمت على جوانبه من أصحاب المصالح ومن يجيدون نقل “البارودة

من كتف لكتف”، معتبرة ان القيادة الحزبية في طور الاعداد لاطلاق ورشة حزبية كبيرة، تكون قادرة على مواكبة الرئيس عون في الرابية.

وختمت المصادر بأنه من الظلم تحميل رئيس التيار الوطني الحر مسؤولية التحريض

على “تمرد” الرئيس، لأن النائب باسيل يعارض هذا السيناريو، وهو من أكثر

المتحمسين لعودة “الجنرال” إلى الرابية، لأنه بذلك يحرر التيار والرئيس من

الأثقال التي حملوها طوال سنوات العهد الست، ويجعلهم قادرون على لعب

دور المعارضة بشكل كامل غير منقوص، فباسيل يجاهر بموقفه هذا، وهو لا

يتوانى عن قوله أمام كل زواره من لبنانيين وأجانب، داعيا إلى قراءة بيان رئاسة

الجمهورية الاخير بدقة وتمعن والتوقف عن إطلاق التحليلات، جازما بأن الستين

يوما ستحمل الكثير من المفاجآت، وستكون حبلى بالمواقف التضليلية من الحلفاء كما الخصوم.

أوساط سياسية عاصرة الانتخابات الرئاسية ما بعد إقرار اتفاق الطائف، دعت إلى

عدم الاستهانة لمسألة الفراغ في الرئاسة الأولى، والذي كاد ان يتحول إلى عرف

، حيث تتقاسم صلاحيات المسيحيين كل الطوائف الأخرى، وهو ما قد يكون السبب

الاساس في دعوة بعض المقربين والمؤثرين في قرارات الصرح البطريركي رئيس

الجمهورية إلى عدم ترك بعبدا، ما لم ينتخب سلف له ضمن المهلة الدستورية.

الا ان الأوسط استدركت بالقول، ثمة أصحاب نوايا خبيثة يعملون لاجندات

باتت معروفة، يريدون كسر المسيحيين واعادتهم إلى مرحلة الاحباط الكامل،

بداية عبر التسويق لفكرة المسيحي القوي والتي انتهت إلى ما هي عليه الأمور اليوم،

وعليه لاستكمال المشهد فان المطلوب اليوم “حملة فل” بنسخة جديدة

بعد انقضاء المهلة الدستورية، اعد السيناريو الخاص بها، من تخييم واشتباك

وقوات فصل، داعية الى الله ان تكون مخطئة في معلوماتها واستنتاجاتها.

في العادة معروف عن ميشال عون انه رجل المفاجآت، والقرارات غير المتوقعة،

ومن يزر قصر بعبدا هذه الايام يدرك مدى القرف الذي يعيشه الرجل،

مصحوبا بقدر اكبر من النقمة، التي لن يشفيها سوى تحقيق بعض مما خطط لتحقيقه منذ بداية العهد…

ميشال نصر – الديار

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

رئيس الجمهوريّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى