اخبار محلية

رسائل “عسكريّة” من نصرالله إلى إسرائيل.. “كلمة” تكشف لحظة المواجهة

رسائل “عسكريّة” من نصرالله إلى إسرائيل.. “كلمة” تكشف لحظة المواجهة

رسائل عسكريّة من نصرالله

بعد انتظارٍ وصمت دام لفترةٍ ليسَت بطويلة، حسَم الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله سلسلةً من النقاط المُرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واضعاً تصوراً واضحاً لما ستشهدهُ المرحلة المُقبلة من تطوّرات ميدانيّة وسياسيّة. 

بشكلٍ عملي، أرادَ نصرالله، أمس السبت في أربعينيّة الإمام الحُسين، توجيهَ جملة من الرّسائل لتوضيحِ سياق الأحداث التي ستجري خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ولهذا، واستناداً لما أرساه نصرالله، بات مُمكناً استشراف ما قد يجري من خلال معطيات جديدة ستطرأ على دربِ ملف الترسيم الذي بات يقتربُ من مراحله النهائيّة. 

ماذا عن ساعة  “الصفر” للمواجهة؟ 



في خطابهِ أمس، كان نصرالله حاسماً بشأن الرسالة الأولى الأساسية والمرتبطة بساعة الصفر الخاصّة بأيّ مواجهة عسكرية قد تندلع بسبب ملف الترسيم. بكلّ وضوح، قال الأمين العام لـ”حزب الله” إنّ “بدء إسرائيل

باستخراج الغاز من حقل كاريش يعني أنّ المشكل قد وقع”. هُنا، بدت واضحة الخطوة

التي قد تدفع “حزب الله” نحو الإقدام على أي عملٍ عسكريّ، أي أن اللحظة التي

تبدأ فيها تل أبيب بضخّ الغاز من الحقل المُتنازع عليه، ستعني اندلاع معركة.  

حُكماً، هذا الأمر وصل مُجدداً إلى إسرائيلَ خلال الفترة الأخيرة عبر رسالةٍ “قوية” من “حزب الله”

أشار إليها نصرالله بالأمس من دون إيضاح الوسيط الذي تكفل بإيصالها. وبحسب المعطيات

المتوفرة، فإن الكلام جرى نقله عبر جهةٍ دولية على تماسٍ مع طرفي النزاع، لبنان وإسرائيل،

وتقول مصادر مُطلعة على أجواء “حزب الله” لـ”لبنان24″ إنّ “الفرنسيين

هم الأقرب لنقل تلك الرسالة إلى تل أبيب باعتبار أنهم على علاقة جيّدة مع الحزب،

وبإمكانهم لعب دورِ المرسال بينه وبين تل أبيب على صعيد الملف المطروح”. 
وعلى الخط الفرنسي، برز حراكٌ إسرائيلي فعلي مؤخراً، إذ كشفت هيئة البث الإسرائيلية،

أمس السبت، أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، سيزور فرنسا للقاء مستشار الرئاسة الفرنسية

لشؤون الأمن القومي السفير إيمانويل بون، وذلك من أجل البحث في

النزاع بين لبنان وإسرائيل على حقل الغاز “كاريش” والتحديات عند الحدود الشمالية. 

مع هذا، فقد رجّحت المصادر أيضاً أن يكونَ الحزب قد بعثَ بتلك الرسالة “القويّة”

من خلال أطرافٍ لبنانية على صلةٍ وثيقة بالوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين

الذي تربطه صلة وعلاقة وطيدة مع تل أبيب. وبحسب المصادر، فإنّ رسالة “حزب الله”

الحاسمة وصلَت إلى إسرائيل قبل خلال شهر آب الماضي من دون أن يكشف عنها،

في حين أن نتائجها تبلورت فوراً بإعلان مسؤولين إسرائيليين أكثر من مرّة عن تأجيلٍ

تقنيّ لعمليات استخراج الغاز من حقل “كاريش” حتى شهر تشرين الأول المقبل. 
 


بحسب المُراقبين، فإنّ إسرائيل وجدت في “المشاكل التقنية” ضمن “كاريش”

حُجة لتأجيل استخراج الغاز منه ريثما تتبلور صورة الاتفاق مع لبنان، ومن

المتوقع أن يستمرّ الحديثُ عن تأجيلٍ لأسباب مُختلفة حتى جلاء صورة الترسيم

بشكل كامل، وإلا فإن المواجهة قد تقع في حال تم الشروع باستخراج الغاز. 

ماذا عن الرسائل الأخرى التي أدّاها نصرالله؟ 

في سياقِ خطابِه، تمكّن نصرالله من الكشف عن ملامح اللحظات الأولى لأي معركةٍ مُرتقبة،

وذلك من خلال تثبيتِ أمرٍ واحد وهو أن الإستهداف سيبدأ من حقل “كاريش” عبر القول:

“عيننا وصواريخنا موجّهة إلى هناك”.  

عسكرياً، تعتبرُ هذه الرسالة حاسمة باتجاهٍ واضح وهي أنّ المعركة ستكونُ بحريّة قبل أيّ شيء،

على أن تتحوّل بعد ذلك إلى حربٍ برية أو جويّة في حال اتخذت مدى واسعاً. إلا أنه في مقابل ذلك،

أراد نصرالله أيضاً كسرَ التصعيد عبر رسالة أخرى بالقول: “مش دايرين على مشكل”

. هُنا، الكلام هذا موجّه إلى الداخل والخارج عبر الإشارة إلى أنّ “حزب الله”

لا يريد الحرب حالياً وهو يترك مجالاً للمفاوضات، إلا أنه في حال فرضت

المعركة عليه فسيخوضها بقوة، وهذا الأمرُ بات مؤكداً لدى الأطراف الدولية الفاعلة على خط ملف الترسيم.  

وإضافة إلى كل ذلك، فما تبين أيضاً هو أن عدم لجوء نصرالله إلى التصعيد الكلامي خلال خطاباته الماضية، كان مقصوداً تماماً وجاء لإسداء رسالة إلى الأطراف العديدة بأنّ الحزب لن يلجأ إلى الوعيد والتهديد خلال مرحلة المفاوضات الجديّة. لكن على المقلب الآخر، بدت واضحة رسائل التهديد الإسرائيلية على أكثر من صعيد، وهو أمرٌ كان الحزب ينتظره لاستغلاله والتأكيد من خلاله على أمرٍ أساسي مفاده أن الإسرائيلي هو الذي استمرّ بالتهديد في ظل المفاوضات المستمرة بينما كان الحزبُ ملتزماً بالهدوء إفساحاً للمجال أمام النقاش والمبادرات القائمة. وعندها، يُمكن بشكل قاطع وجازم معرفة الطريقة التي اعتمدها الحزب لمقاربة ملف الترسيم، إذ استندت على خطوتين: تصعيدٌ واضح الإتجاه وشنّ حربٍ نفسيّة عبر الصمت المقصود، وبعدها تظهر النتائج المطلوبة على الصعيد العمليّ.  

المصدر: لبنان 24

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى