لبنان… بلد الـ 4 ملايين صرّاف والـ 4 مليارات كارثة!
لبنان… بلد الـ 4 ملايين صرّاف والـ 4 مليارات كارثة!
من منصّة يوميّة لأسعار المحروقات، يتحرّك سعرها في غضون ساعات بحسب دولار السوق السوداء، وصولاً الى منصّات يوميّة أخرى مستقبلاً، للسّلع الغذائية، والأدوية، والمواد الطبيّة،
ولكلّ ما في البلد…، سواء كان مستورداً أو لا، نظراً الى أن كل شيء ينهار في لبنان،
مع انهيارات أسعار المحروقات ودولار السوق السوداء، وفي غضون ساعات أيضاً.
وهذا يدفعنا الى السؤال عن جدوى التفاوُض مع “صندوق النّقد الدولي” بَعْد،
للحصول على 3 مليارات دولار، من أجل جسد اقتصادي بات “مضروباً” بآلاف الخناجر.
فبين منصّات ومنصّات، منصّات. وبين سعر لدولار السوق السوداء، وسعر آخر،
صار كل مواطن صرّافاً، يحدّد سعر الصّرف الذي يناسبه للدفع أو للحصول
على الدولار “بالفريش”، من خارج تطبيقات “الدولار الأسود”، وكأننا في بلد الـ 4 ملايين صرّاف،
وهو ما يجعلنا أمام أسعار وأسعار “سوداء” يومياً، نهاراً وليلاً، للدولار، وللّيرة اللبنانية،
وللسّلع والبضائع… فيما وحده الإنسان بات رخيصاً، وحتى إنه صار يُمكننا القول
إن الإنسان اللبناني صار الأرخَص، بكلّ ما للكلمة من معنى.
أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن “هذه الحالة ستستمرّ، وستتفاقم أكثر،
وصولاً الى مزيد من دَوْلَرَة فوضوية، لأننا فقدنا أي هوية اقتصادية، أي أننا “تيتّمنا” اقتصادياً.
فطريقة العمل السابقة لم تَعُد صالحة، ولا بديل يحلّ مكانها حتى الساعة”
وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “برنامج “صندوق النّقد الدولي” ليس
حلّاً نهائياً. فقبل أي برنامج، أو قرض، نحتاج الى اقتصاد موجود بالفعل،
وإلا فلن يكون هناك أي معنى لشيء، ولا حتى لإقرار إصلاحات، لصالح اقتصاد ما عاد موجوداً أصلاً”.
المجاعة؟
وأكد المصدر أن “تحويلات المغتربين من الخارج هي العامل الوحيد الباقي،
لمَنْع المجاعة الفعليّة في لبنان. فمن حيث الأرقام، صرنا من شعوب الدول الفقيرة.
فيما القيمة السوقيّة لكل السّلع والخدمات لا تبشّر بالخير. والوضع باقٍ على تلك الحالة،
إذا لم نضع هويّة اقتصادية للبلد”.
وأضاف: “كل الحلول المطروحة حالياً، لا تقارب خريطة الطريق لنهوض اقتصادي، مع الأسف.
فلا رؤية حقيقية لكيفية الانتقال الى نموذج اقتصادي جديد، بعدما تقلّص “الكاتو” كثيراً،
وسط دولة تحلّلت بسلطاتها وقطاعاتها كافّة، وهي تتشاجر على موازنة لن تقدّم أو تؤخّر،
موازنة “مضيعة للوقت”، بموازاة بعض الرّهانات غير الصّحيحة على أن الخارج لن يسمح بسقوط لبنان بالكامل”.
تغيير كبير
ولفت المصدر الى أن “الحلّ النّهائي يبدأ بالاتّكال على أنفسنا في الداخل أوّلاً،
قبل أي شيء آخر، وحتى قبل برنامج مع “صندوق النّقد الدولي”. وبداية الحلّ سياسية،
وبإجراء تغيير كبير في شكل البنيان اللبناني الحالي، يجعله أقرب الى معايير المنظومة الأوروبيّة”.
وختم: “نأسف جدّاً، لأن اللّيرة اللبنانية فقدت إمكانيات استعادة قيمتها، من دون ثمن سياسي،
وما عاد بإمكانها أن تكون عملة ثقة في ظلّ أسعار لها، تتحرّك يومياً باتّجاه المزيد من الهبوط،
وبشكل سريع. ولا أُفُق حقيقياً للبنان بعد اليوم، إلا بفتح الأبواب لدخول الدولار
“الفريش” الى خزينة الدولة اللبنانية من جديد. وهذا مستحيل، من دون إيجاد هوية اقتصادية، وإجراء تغيير سياسي كبير”.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا
بلد الـ 4 ملايين صرّاف