“البيكار يتوسّع”… هذا ما تسعى إليه السعودية في لبنان!
“البيكار يتوسّع”… هذا ما تسعى إليه السعودية في لبنان!
تشهد الحركة السياسية اللبنانية الشائكة حراك لافت للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري الذي يعكف على عقد إجتماعات مكثّفة في مقر السفارة السعودية، إضافة إلى الزيارات التي قام بها م
ؤخراً حيث إلتقى كل من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس
حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ما يعطي انطباعاً بأنَّ للسعودية نوايا سياسية جادة في إعادة لم شمل القوى الصديقة لها.
ويأتي هذا الحراك السعودي في وقت تسعى فيه دار الفتوى إلى جمع النواب ا
لسنة عبر اللقاء الذي ستعقده في 24 من الشهر الحالي، وكذلك اللقاءات السعودية الفرنسية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، فهل تسعى المملكة العربية السعودية إلى إعادة توحيد صفوف قوى
الرابع عشر من آذار؟ وهل من إمكانية لعودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لقيادة هذا المشروع؟!
في هذا السياق أكّد المحلل السياسي نضال السبع أن “من خلال ما نشهده
من حراك للسفير السعودي وليد البخاري في دار الفتوى، وفي مرحلة دخولنا الإستحقاق
الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية، فالمملكة العربية السعودية تسعى إلى تجميع
القوى المتحالفة معها من أجل تجنّب كأس الفراغ”.
وأشار الى أن “السعودية قلقة جداً من دخول لبنان في الفراغ ويراهن السعوديون
على حصول إتفاق ما ينتج رئيساً للجمهورية في آخر لحظة”.
وقال السبع: “اذا كان هناك أي خلافات أو تباينات بين الأطراف فالأكيد أن السفير
وليد البخاري حريص على ردم هذه الهوّة والدفع باتجاه تفاهم سياسي بين حلفاء السعودية لإنتاج رئيس للجمهورية”.
وأضاف، “البخاري زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والتقى
كذلك مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو يتحرك بشكل مكثّف
وقد نجح بإيجاد حركة سياسية في البلد وفي إعادة الحضور السياسي السعودي مع زخم كبير”.
وأردف السبع، “من الملفت أنَّ البخاري وسّع البيكار السعودي ليطال كل القوى
ولا يضع تحفظاً على أي طرف لبناني، ورأينا انه التقى بالوزير فيصل كرامي
عندما زار طرابلس، وهذا يدل على أن للسعودية مقاربة أخرى وجديدة للتعاطي مع الملف اللبناني على نحو إيجابي”.
ورأى السبع أن “بهذه الحركة السياسية التي قام بها البخاري الآن فهو يدفع الأمور
باتجاه تجنيب لبنان الفراغ الرئاسي”، لافتاً إلى أنَّ “السعودية تقلق من أمرين، الفراغ الرئاسي، والمسّ بإتفاق الطائف”.
وأوضح أن “هناك معادلة ثابتة لدى السعوديين عنوانها أنه اذا كان لدى حزب الله وحلفائه
قوة الفرض فإن للسعودية وحلفائها قوة الرفض، وبالتالي فإن المملكة تسعى بحكم المؤكد لإيصال مرشّح رئاسي”.
وأكمل السبع، “بحال لم تتمكن السعودية من إيصال مرشّح فلديها ثلثاً معطلاً
يَحول دون تجاوز الإرادة السعودية، وبالتالي لا يمكن أن يصل رئيس للجمهورية بعيداً عن الارادة السعودية في لبنان”.
وأكّد أن “السعوديين لم يطرحوا أي اسم حتى الآن وكل ما رشَح عن رفض لهذه
الشخصية أو رغبة لشخصية أخرى وما قيل عن تباين مع الفرنسيين غير صحيح بالمطلق”.
واستطرد السبع قائلاً، “لم يتم التطرق مع الفرنسيين أو الأميركيين على أي إسم
أو شخصية لبنانية معينة، ولكن هناك لقاءات دورية ثنائية بين السعودية وفرنسا
وهناك لقاءات سعودية أميركية، وهناك مقاربة سعودية فرنسية أميركية حول إدارة الملف اللبناني والتعاطي معه”.
وعن دور لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في المرحلة المقبلة، قال السبع:
“السعودية كانت منزعجة من الرئيس سعد الحريري عندما دعا إلى المقاطعة،
ولا أعرف من نصحه بذلك، كان هناك قلق عند السعوديين، لأن المقاطعة
قد تدفع بأمل وحزب الله إلى الذهاب والتصويت بكثافة وبالتالي يوصلون نواباً سنة بأصوات أخرى”.
وأضاف، “لو كنت مكان الحريري ما تأخرت لحظة عن إعادة التواصل مع الجانب السعودي،
وفي حال لم يبادر الحريري إلى الاتصال وفتح خطوط مع المملكة فمن الصعب أن يتمكن
من لعب دوراً سياسياً في البلد، وخصوصاً أن السعودية لديها دوراً مؤثراً وهناك آلية
فرنسية سعودية ودعم خليجي لخطوات السعودية في لبنان”.
وتابع، “الحريري يدرك جيداً هذه المعادلة وأنه لا يستطيع أن يمارس اللعبة السياسية
في لبنان بعيداً عن السعوديين، ومدخل لأي عودة حريرية إلى البلد هي من خلال التواصل مع السعوديين وخصوصاً مع السفير وليد البخاري لأنه ممسك بالملف اللبناني”.
وختم السبع بالقول: “السعوديين لم ينكفئوا حتى مع النواب المحسوبين على الحريري والبخاري اجتمع مع النواب الستة المحسوبين على الحريري وهناك تعاون كبير معهم ولا يوجد تحفظ سعودي عليهم، وهي منفتحة على جميع القوى
لمزيد من المعلومات اضغط هنا