لائحتان أميركيتان لتصنيف المرشحين للرئاسة
لائحتان أميركيتان لتصنيف المرشحين للرئاسة
في الدلالات الشكلية، عكست المواقف والبيانات الأميركية الأخيرة، إنخراطاً في المشهد اللبناني، عند مشارف الإستحقاق الرئاسي، ولو من بوابة التركيز على الإستقرار بالدرجة الأولى ومنع انزلاق لبنان إلى الفوضى. لكن معادلة السياسة الأميركية في لبنان، وكما يؤكد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة،
قد تغيّرت، وبدلاً من “انتخاب مرشحٍ معين للرئاسة أو الفوضى”، باتت معادلة
انتخاب الرئيس في موعده ولكن شرط أن لا يكون من لائحة الأشخاص الذين وضعت عليها فيتو أو عقوبات.
ويقول السفير السابق طبارة لـ”ليبانون ديبايت”، إن “السياسة الأميركية تنبع من
اهتماماتها ومصالحها، ومنع تكرار تجارب فوضى الثمانينات، ولكن الإستقرار لا
يعني الإزدهار بل منع الإنهيار، لافتاً إلى إشارات على ذلك من خلال دفع مسألة
الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، لأنه في تلك الحال، سيكون للصندوق القرار
في صرف الأموال، فالإدارة الأميركية، تريد مساعدة لبنان ولكنها لا تريد تقديم أي دعم مالي للمافيا فيه،
لذلك تخصّص الإعانات للمنظمات غير الحكومية والجيش، بالتالي فإن الصندوق سيعطي لبنان
3 مليارات دولار على خمس سنوات، إنما الإتفاق سياتي بعشرين ملياراً، لأن لبنان سيستعيد ثقة المجتمع الدولي به”.
وفي سياقٍ متصل، يبرز الإهتمام الأميركي بترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل،
حيث أن إسرائيل مستعجلة لبدء إنتاج الغاز من كاريش، والأوروبيين مهتمّين بسبب
مشكلة الطاقة، والأميركيين مهتمّين بسبب إسرائيل وبسبب شركات البترول التي
ستعمل في المنطقة، وقد أدى تقاطع الإرادات هذا إلى “دفشة” للملف، يقول طبارة
، لكنه يشدد على أن “الترسيم يجب أن يحصل قبل تشرين الثاني المقبل بسبب الإنتخابات
في إسرائيل، لأن رئيس الوزراء لا يستطيع التوقيع على اتفاقية من هذا النوع في هذا التاريخ”.
ورداً على سؤال عن المرشح الرئاسي الذي تدعمه واشنطن، يجيب السفير السابق طبارة،
إن “ما من مرشح لديها ولكنها تضع فيتو على أي مرشح لـ”حزب الله”،
وإن كان الإجتماع الثلاثي الأميركي – السعودي – الفرنسي في نيويورك، قد تطرق إلى الإستحقاق الرئاسي”.
وبرأي طبارة، فواشنطن اليوم، قد ميّزت بين المرشحين من ضمن لائحتين، الأولى
تضمّ شخصيات غير خاضعة لأي فيتو أميركي، والثانية تضمّ شخصيات خاضعة للعقوبات الأميركية، وهذا هو السلاح الأميركي اليوم وهو العقوبات، لأنه إذا تمّ انتخاب رئيسٍ ينتمي إلى اللائحة الأولى، فإن واشنطن لن تدعم لبنان وستترك اللبنانيين لمصيرهم.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا
لائحتان أميركيتان لتصنيف المرشحين