هل وصل “حزب الله” إلى خيار رئاسي آخر؟
هل وصل “حزب الله” إلى خيار رئاسي آخر؟
يرتدي خيار تصويت 63 نائباً في الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية بورقةٍ بيضاء، أكثر من طابعٍ، وطرح أكثر من علامة استفهام عن دوافعه كما نتائجه والرسالة المتوخاة منه.
وانطلاقاً من وقائع جلسة الخميس الفائت، تؤكد أوساط نيابية معارضة،
أنه لا يمكن الكلام عن مواجهة بين حلفاء “حزب الله” لأن الحزب
هو ضابط إيقاع المسألة السياسية بين حلفائه. وإذ تشير هذه الأوساط ل”ليبانون ديبايت”،
إلى أن المواجهات السياسية والإعلامية التي تحصل بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل
والنائب السابق سليمان فرنجية، لا تتجاوز حدود السجالات، تكشف أنه على مستوى الخيارات
المتعلّقة بالإستحقاقات الدستورية والخيارات الإستراتيجية، يضبط الحزب إيقاع اللعبة.
ومن هنا، فالورقة البيضاء ليست خياراً بين حلفاءٍ لمنع المواجهة، بل إن سببها الأساس،
تُضيف الأوساط، أن “حزب الله” لم يتبنّى ترشيح باسيل، الذي لم يحسم خياره الرئاسي،
وطالما باسيل لم يحسم خياره الرئاسي، فلن يذهب الحزب باتجاه تبنّي أي خيار خلافاً لرأي
حليفه المسيحي الأساسي الذي يملك حيثيةً أكبر من حيثية فرنجية،
وهذا هو سبب خيار الورقة البيضاء ولا يوجد أي سبب آخر.
وبالعودة إلى تجربة ترشيح الرئيس ميشال عون، تُذكّر الأوساط النيابية المعارضة،
بأنه” تمّ ترشيح فرنجية، بدعمٍ من بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري، لكن فرنجية
لم يجرؤ على النزول إلى البرلمان، لأن الحزب دعم ترشيح عون، علماً أنه لو عُقدت الجلسة كان انتُخب فرنجية رئيساً”.
أمّا اليوم، تُضيف الأوساط، وبمعزلٍ عن معارضة الرئيس بري لترشيح باسيل وتأييده فرنجية،
لا يُمكن أن يذهب إلى خيارٍ رئاسي من دون التشاور والتنسيق مع حليفه الإستراتيجي “حزب الله”،
ولذلك، الأمور مضبوطة على هذا المستوى، وعند الإستحقاقات الدستورية، تبقى التباينات
ضمن حدود التفاهم بين الحلفاء، ولذلك الورقة البيضاء هي نتيجة عدم وجود مرشّح
لدى هذا الفريق، الذي يواجه إرباكاً، لأن الحزب لم يتبنّى ترشيح باسيل،
وباسيل ما زال متمسّكاً بترشيحه حتى إشعار آخرٍ، وبالتالي، لا يمكن ل”حزب الله”،
أن يتبنّى أي خيارٍ آخر من دون حليفه المسيحي، لأنه يخشى خسارة هذا الحليف،
وهو ليس بوضعٍ يسمح له بخسارة الحلفاء، ولذا المسالة توقفت المسألة عند هذه الحدود”.
وفي المقابل، تكشف الاوساط النيابية، أن الساحة الداخلية قد دخلت مرحلة إعادة الإعتبار
للأولوية الحكومية على الرئاسية، خصوصاً وأن أولوية العهد، هي تشكيل حكومة والذهاب
إلى فراغٍ رئاسي وانتظار ظروفٍ سياسية مختلفة قد تعيد خلط الأوراق التي تمكّن باسيل من الدخول إلى القصر الجمهوري”.
ورداً على سؤال عن طبيعة هذه الظروف، ترى الأوساط أنها “تطورات على غرار ما حصل في أيار 2008 التي دفعت الحزب إلى تغيير خياره بإقناع حليفه عون بأنه لا يمكن تبنّيه، أو حصول تطوّرات خارجة عن الضبط خارجيةً وداخلية، أو في حال وصل باسيل والحزب إلى قناعة بأن هناك ضرورة للذهاب إلى خيار رئاسي آخر”.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا