اخبار محلية

“رئاسياً”.. هكذا أحرَج باسيل حليفه “حزب الله”

“رئاسياً”.. هكذا أحرَج باسيل حليفه “حزب الله”

باسيل حليفه “حزب الله”

حتى الآن، لم يكسِر “حزب الله” من موقفِه المُتمسّك باختيار “رئيس توافقي” يُدير دفّة البلاد نحو مرحلة جديدة. فمن جهة، قد يكونُ هذا الخيار هو “أفضل المُمكن” في الوقتِ الرّاهن سياسياً، ومن جهةٍ أخرى قد يُساهم ذلك في تجنيب الحزبِ معضلةً مع الآخرين في حال أراد فرض الخيار الأوحَد بالنسبة إليه.

بالنسبة لبعض الأطراف الأساسيّة، قد يكونُ الحزب قد اتخذ خيار “الهروب إلى الأمام” رئاسياً عبر تثبيته لنظرية “الرئيس التوافقي” التي ثبتها بالورقة البيضاء مُجدداً خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس. وبشكل أساسي، فإن الحزب ومن خلال ذلك ينأى بنفسه عن الاصطدام بحلفائه أولاً، لكنّه في الوقت نفسه يمكن أنْ يؤسس عبر هذا الخيار لمرحلةٍ جديدة قد تقلب المشهد رأساً على عقب وتحديداً على صعيد “المُقرّبين”.
 

هل سيكونُ باسيل “الرئيس التوافقي” بالنسبة لـ”حزب الله”؟
 


في خطابه الأخير في ذكرى 13 تشرين الأوّل قبل أيام، غمز رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من قناة إمكانية ترشّحه للانتخابات الرئاسية. حُكماً، يعتبر رئيس “التيار” نفسه مُرشحاً طبيعياً للرئاسة، لكنّه في الوقت نفسه قد لا يُلبي نظرية “حزب الله” المُتعلّقة بالرئيس التوافقي، وهُنا تكمُن المعضلة التي قد تؤدّي إلى “نفور” لاحق بين الحليفين في حال أراد الحزبُ حقاً الذهاب نحو خيارٍ لا يرى باسيل فيه الخيار المُناسب.

أمس الأربعاء، كان باسيل “جازماً” في موقفه الذي يؤكد على أمر واحد، وهو

أنه “لا يُمكن السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية باعتبار

أن هناك اختلافاً بالفكرة الاصلاحية وحول بناء الدولة وبالفكر السياسي الاساسي”. هُنا،

كسَر باسيل كل إمكانية لحصول تقاربٍ مع فرنجيّة رئاسياً بمساهمة من الحزب، كما أنه

في الوقتِ نفسه ساهم في “تأجيج” النفور وعدم الالتقاء على صيغة مشتركة في الوقت الراهن، ما يدفع “حزب الله” في لحظة من اللحظات إلى الاتجاه بعيداً عن المحور الأساسي الذي يسعى لاختيار رئيسٍ منه، كون الأطراف الأساسية فيه لم تتوافق في ما بينها، وتحديداً باسيل وفرنجية.
 

ولهذا، فإنّ ما فعلهُ رئيس “التيار” مؤخراً قد يكونُ “ضرباً” لفكرة الرئيس التوافقي،

وهو أمرٌ يُحرج “حزب الله” بالدرجة الأولى. ففي الأساس، إن لم يتمكن الحزبُ من

تحقيق توافقٍ بين حلفائه، كيف بإمكانه الاتجاه نحو تمرير التوافق على اسم رئيس

وصيغة واضحة للعهد الجديد مع الأطراف الأخرى؟ كذلك، هل سيؤدّي عدم التوافق

بين باسيل وفرنجية إلى اختيار “حزب الله” لشخصيةٍ تكون مُناوئة للطرفين؟ هل سيسمح

بايصال شخصية توافقية مدعومة من الأطراف المُقابلة بشكلٍ أكبر؟

ضُمنياً، لا يمكن أن يكون باسيل رئيساً توافقياً مثلما يريد الحزب، لأن الأخير مرفوضٌ من كُتل نيابية كثيرة في حين أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يرى في باسيل الشخصية المطلوبة، وذلك رغم “الودّ” الذي أبداه الأخير تجاه برّي قبل أيام.

مع هذا، قد يُساهمُ الانفضاضُ بين الحلفاء في تعقيد مهمّة “حزب الله” بشكل أكبر أمام الأطراف الأخرى،

الأمر الذي يؤدّي إلى “طُغيان” خياراتهم على السّاحة الرئاسية. وعند ذلك، قد يضطر “حزب الله” لوضع الشروط المُضادة لأي طرحٍ لا يروق له حتى تسوية “البيت الداخلي بين الحلفاء”، وبعدها يكونُ الخيار والاختيار.

\

في المُحصّلة، ما يمكن استنتاجهُ هو أن المعركة الرئاسية مُؤجّلة حتى يتمكن الحزب من إعادة

تقريب وجهات النظر بين الحلفاء باعتبار أنّ العمل داخل البرلمان على هذا الصعيد هو الذي

يؤدي إلى قلب الأمور رأساً على عقب، سياسياً وبشكل خاص، رئاسياً.

لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا

المصدر ch23

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com