“الهيبة الفيلم “… الأكشن العربي بحلة “بهية” فهل يستحق المشاهدة؟
“الهيبة الفيلم “… الأكشن العربي بحلة “بهية” فهل يستحق المشاهدة؟
لا يزال فيلم الهيبة يعرض في صالات السينما العربية وعدد من دول العالم ويحقق اطراءات عديدة وإشادات بالإضافة إلى الاقبال الجماهيري الذي يحظى به الفيلم.
لعل جملة “الهيبة الفيلم” بحد ذاتها تقودنا إلى المضمون ولكن هذا المضمون يستحق المشاهدة… هنا يكمن السؤال الأهم.
فيلم الهيبة
في البداية مهما اختلفنا او اتفقنا مع الهيبة المسلسل فلا بد ان نكون واضحين
وصريحين أن العمل حقق حالة جماهيرية ونسب متابعة لم يتمكن أي عمل درامي
من تحقيقها بعد المسلسل الشهير “باب الحارة” وهنا نتحدث عن حالة درامية…
سواء اختلفنا أو اتفقنا معها هي حالة درامية تستحق التوقف عندها وعند أسباب نجاحها.
يأتي الهيبة الفيلم ليكون خاتمة الحكاية التي شوقت الجمهور على مدار خمس مواسم
وتفاعل معها الجمهور بحلوها ومرها بسلبياتها وإيجابياتها لكن ميزة الهيبة الفيلم
أن صناعه كانوا يدركون جيداً انهم يقدمون فيلماً سينمائياً لا مجرد استكمال للمسلسل الدرامي.
في الفيلم تنطلق الحكاية من حادثة قديمة ولكنها موضحة في الفيلم
حتى يتمكن من لم يشاهد الفيلم ولم يتابع أحداث المسلسل أن يفهم مغزى الحكاية.
جبل يبحث عن انتقامه من “الختيار” ( ناظم العالي) الذي أدى دوره ببراعة النجم رفيق علي احمد ويسير من أجل ذلك طريق صعب وحفوف بالمخاطر إلى بلغاريا و أوربا وسط أجواء من الأكشن والتشويق الكبيرين حيث يواجه جبل مخاطر جمة في رحلة انتقامه.. يواجه فيها الشر كله مع ثلة من أصحابه يقتحمون المخاطر ويواجهون الموت عدة مرات.
وسجل ضيوف العمل من الجنسيات المختلفة حضوراً مميزاً ولعل في مقدمتهم الفنان التركي ” كنان جوبان” الشهير في الوطن العربي باسم عبد الحي.
ولعل قمة الذكاء من صناع الفيلم أنهم لم يخرج جبل من عباءته تركوه كما هو وإنما بلغة سينمائية صنعوا له قصة تحبس الأنفاس في الكثير من مراحلها ولحظاتها التي توقف القلب… واجه الموت.. نجا… تعذب.. تعرض للخيانة كلها لحظات تحبس الأنفاس ادرك صناع الفيلم أنهم إن صنعوها بمقدار عالي من الفهم والتركيز لطبيعة الفيلم فإنهم خففوا عن أنفسهم قلق وتوتر نتائج المشاهدة.
بالطبع أن تملك نجماً بقيمة تيم حسن فأنت في الأمان فنياً…
لا تدرك قيمته وقيمة بنائه للشخصية التي يؤديها إلا عندما تشاهده..
تيم حسن باختصار ممثل يجيد صناعة الشخصيات ويجيد تكريسها ويبرع في أدائها… هو ” جبل شيخ الجبل” نفسه ولكن بتركيبة جديدة.
إذا أردنا أن نتعامل مع “الهيبة الفيلم” على أنه مطلوب منه أن يحل مشاكل الكون
ويسكننا في عالم أفلاطون أو في المدينة الفاضلة فنحن أمام مفهوم خاطئ للصنف الفني…
وإذا كان “جبل” خطراً على الجيل الصاعد فتلك مصيبة…
وإذا كان جبل هو سبب خراب الدنيا فلماذا لم يتعلم الجمهور من نزار قباني
ومن طيبة أسعد الوراق ومن غيرها من الادوار أليست كلها أدوار فنية.
من قال أن كل الأفلام السينمائية أو المسلسلات الدرامية يجب ان تحمل رسالة…
باختصار هي أصناف منها العميق ومنها اللايت ومنها الأكشن.
في الصنف الأخير “الأكشن” تحديداً نستطيع أن نحاكم فيلم “الهيبة” فهل أفلام جاكي شان
أو فاندام أو سيلفستر ستالون كلها كانت ذات رسائل… بالطبع لا..
هي أفلام أكشن وتشويق تتخللها قصة عاطفية ولحظات إنسانية مؤثرة.. يواجه بطلها أخطر الصعاب.
أما على صعيد الإخراج فيبدو سامر البرقاوي مدركاً تماماً لمضمون حكايته
وتفريقها عن المسلسل يصنع لقطاته ببراعة ويحكم قيضته على على عنصري التشويق ومشاهد الأكشن..
يدرك الرجل الذي قدم نفسه بصورة مختلفة في كل جزء من أجزاء المسلسل
انه أمام تحد جديد عليه أن يواجهه ومن يشاهد الفيلم يدرك أن البرقاوي حضر
نفسه جيداً لهذا التحدي بمنطق العارف والفاهم لا الذي يحفظ غيباً في ظل زخم انتاجي
وتحضير بدا واضحاً انه مكلف مالياً فيما يبدو واضحاً ان الجهة الإنتاجية مدركة
وتعرف تمام المعرفة أن الصناعة بحاجة إلى توفير كل أدوات نجاحها وألا يترك الأمر للحظ.
ولعل من أهم ما ساعد الفيلم على الانتشار هو فريق العمل المتكامل
تبدو زينة مكي بهية بحضورها رغم أنها ضيفة فيما تسطيع منى واصف أن تبهرك بلقطة واحدة فكيف بأكثر.
باختصار الهيبة الفيلم هو شريط أكشن وتشويق ممتع
لمن يحب أن يقضي وقتاً في السينما لمشاهدة هذا النوع من الأفلام وهو من الأفلام العربية القليلة التي تقدم التشويق والأكشن بحلة بهية.
لمشاهدة المزيد اضغط هنا