زيارة كشفته.. هذا ما خطّط له باسيل “رئاسياً”!
زيارة كشفته.. هذا ما خطّط له باسيل “رئاسياً”!
في مجملِ تصريحاتهِ التي أدّاها خلال الأيام القليلة الماضية، كرّس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “الخصومة” مُجدداً مع أقرب حلفائه حينَما ظهر في موقع السّاعي لتمرير تسويةٍ وفق شروطِه السياسية بمعزلٍ عمّا يراه الآخرون من أولويات.
ما حصل قبل أيام كشف عن تجاوز كبير، إذ كان باسيل يطرحُ على رئيس مجلس
النواب نبيه بري خلال زيارة سريّة قام بها إلى الأخير، ترتيب اتفاق بشأن شخصية
مارونية لإيصالها إلى قصر بعبدا وذلك قبل أخذ موافقة “حزب الله”.
وهنا، كان رهانُ باسيل يكمنُ في إحراج الحزب إذ وفق اعتباره لن تكون لديه أي
معارضة على الشخصية التي سيتم طرحها في حال كان برّي طرفاً في الاتفاق عليها.
إلا أنه وبشكلٍ واضح، قطع رئيس مجلس النواب الطريق أمام “التفاف” باسيل، مؤكداً
أن التواصل الأساسي يجب أن يكونَ مع “حزب الله” قبل أي شيء.
حُكماً، ما يظهر هنا يرتبطُ بأمرين أساسيين لا مفرّ منهما: الأوّل وهو أن باسيل
يحاولُ ضرب العلاقة بين بري و “حزب الله” في الملف الرئاسي، إذ أن العرض الذي
طرحه على بري يعني بشكل أو بآخر جعل الأخير أساس اتفاق على شخصية مارونية
بمعزلٍ عن رأي الحزب بها. وعندها، سيكون باسيل قد أقحم بري والحزب في نزاعٍ سياسي
عنوانه التجاوز في استحقاق أساسي ، إلا أنّ إدراك هذا الأمر جاءَ سريعاً من قبل بري، فخسرَ باسيل الرهان.
أما في ما خصّ الأمر الثاني، فيرتبطُ بمسعى باسيل لتسويقِ شخصية مارونيّة
وفق شروطهِ هو، ووفق ما يريده من مواصفات. وبشكل أكيد، لن تكون تلك الشخصية
رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية، فالأخير لا يقبلُ به باسيل أبداً رغم أن “حزب الله” متسمك به.
ولهذا، وفي إطار حراكه وطروحاته، كان باسيل ينوي استبعاد فرنجية من بوابة بري، إذ كان يطمح
في الحصول على موافقة من الأخير على طرحِ اختيار شخصية مارونية بمعزلٍ عن فرنجية. وحقاً،
فإن كل ذلك ينبع من أمرٍ واحد وهو أنّ “نرجسية” باسيل لا تسمحُ له بوصول فرنجية إلى قصر بعبدا بدعم من “حزب الله” بينما هو يبقيَ خارجهُ. ومن هنا، فإن ما يتبين هو أنّ باسيل اعتمد المنطق التالي: “يا أنا ببعبدا أو لا أنا ولا فرنجية.. وشوفو شخصية تالتة”.
وإنطلاقاً من هذا المشهد، يمكن استنتاجُ المسار الذي يسيرُ عليه باسيل من خلال
طرحِ شخصية قد يستقطبُ من خلالها الآخرين. وعلى ما يبدو، وبحسب أجواء “التيار
الوطني الحر”، فإنّ الكلام يدور حول الوزير السابق زياد بارود، والمسار مع الأخير بدأ
باختياره من قبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وقد صرّح الأخير بهذا الأمر
علناً. وهنا، فإن ما يظهر هو أن هناك نيّة ما لدى “الوطني الحر” في تسويق بارود، في حين
أن انتخابه من قبل بوصعب لم يكن بغفلةٍ عن باسيل، والثابت هو أنّ الأمر كان علنياً م
ن قبل بوصعب ولم يلقَ أيّ رفض من نواب “التيار”.
إضافة إلى ذلك، فإن الحراك الذي يسعى باسيل له دولياً قد يرتبطُ بأمرين أيضاً: الأول وهو التأكيد على أن فرنجية يجب أن يكون خارج إطار البحث، في حين أن التسوية يجب أن تمرّ عبر شخصية مارونية حيادية يجري طرحها من قبل “الوطني الحر” أولاً ويتم فرضها من قبل الأفرقاء الآخرين ثانياً لإحراج “حزب الله” و بري بها ثالثاً، وذلك تحت ذريعة حصول توافقٍ يجب المرور به.
في الخلاصة، باتَ الهدف الذي يسعى إليه باسيل “رئاسياً” مكشوفاً وبقوّة، والسؤال:
كيف يفسره “حزب الله”؟ كيف سيردّ عليه؟ هل يعتبر هذا الأمر “مؤامرة حقيقية”من
جهة يُقال إنها “حليفٌ وثيق”؟ حقاً، ما يحصل يؤشر الى ذلك، فكيف سيكونُ الجواب من قبل الحزب؟
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا