الفرزلي يتحدّث عن مواصفات الرئيس… ‘أراها بهذا الرئيس
الفرزلي يتحدّث عن مواصفات الرئيس… ‘أراها بهذا الرئيس
“تفرض التوازنات في مجلس النواب اللبناني توافقًا بين الكتل السياسية الممثلة فيه على انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، وهو ما تدفع نحوه كتل سياسية عريضة.
وفي السياق, شدّد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، على أن “حماية اتفاق الطائف يجب أن تتصدر مهام الرئيس المقبل”.
وأكّد الفرزلي، أن “العطب في قوانين الانتخاب السابقة القائمة على نظام الاقتراع الأكثري، جرى تصويبه في القانون الأخير، وهو، على علاته، صحح التمثيل المسيحي في المجلس إلى حد كبير”، ونقل المعارضة إلى داخل المجلس، وأثمر ممارسة حقيقية للنظام الديمقراطي بين أكثرية تحكم وأقلية تعارض”.
لكن هذا المشهد، حال دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو واقع يعيده الفرزلي إلى “الانقسام الفعلي في المجلس في ظل معبر إلزامي يتمثل في تأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان، ما جعل المجلس عاجزاً عن إنتاج رئيس بأكثرية أو أقلية”.
وفي حديثٍ لـ”الشرق الأوسط”, أشار الفرزلي الى أنّ “فلسفة النظام التعددي
تقوم على أساس تأمين الميثاقية بالنصاب بين المسلمين والمسيحيين، ما يعني
أنه لا بد من التفاهم بين المكوّنات، وفي ظل العجز عن التفاهم يتطلب ذلك
تفاهماً إقليمياً يؤكد إلزامية التزام الرئيس باتفاق الطائف وحمايته”.
وأضاف, “اتفاق الطائف” هو وثيقة الوفاق الوطني التي توصل إليها اللبنانيون
في عام 1989 برعاية المملكة العربية السعودية، وانتهت على أساسها الحرب الأهلية اللبنانية، وكرّست المناصفة بين المسلمين والمسيحيين بمعزل عن الأعداد”.
وتابع, “يطرح البعض فكرة تطوير النظام أو تعديله، فيما يعارض كثيرون ذلك، مطالبين باستكمال تطبيق اتفاق الطائف الذي بات الدستور الثاني للجمهورية اللبنانية”.
وأكد الفرزلي أن “الخطر اليوم هو على اتفاق الطائف، وليس صراعاً على انتخاب رئيس”، محذراً من أن الغاية من محاولة خلق أعراف جديدة والتشكيك بالدستور وممارسته على مدى السنوات الماضية “تهدف إلى ضرب الطائف”.
ودعا إلى “تفاهم حول مبادئ أساسية تجعل رئيس الجمهورية المقبل هو رئيس مهام”.
وأوضح الفرزلي أن “الدفاع عن اتفاق الطائف وتبنيه يجب أن يكون أولوية
والمهمة الأساسية التي يلتزم بها الرئيس المقبل، إضافة إلى مهمات أخرى بينها
أن يكون قادراً على التحاور مع حزب الله حول سلاحه وطرحه للنقاش عبر استراتيجية
دفاعية، وأن يكون قادراً على تصحيح العلاقة مع المملكة العربية السعودية ومع
دول الخليج العربي بما تمثل كونها رئة لبنان التي يتنفس منها”.
وقال أن الرئيس المقبل “يفترض أن يمتلك أيضاً قدرة على التحدث مع سوريا
لترسيم الحدود البحرية معها، ومناقشة ملف النازحين السوريين وحل هذه القضية،
كما يفترض أن يكون مطمئناً للمسيحيين ولا يزيد من تبايناتهم”.
ولفت الى أن هذه المواصفات “أراها بالمرشح سليمان فرنجية، أو أي شخصية
أخرى تنطبق عليها هذه المهام”.
وتابع, “يحول الانقسام العمودي بين المكونات اللبنانية دون التفاهم على شخصية سياسية واحدة، ومواصفات واحدة، ومع مرور 6 جلسات للبرلمان، لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد”.
وفي هذا الإطار، قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إن “القلق الذي
ينتاب اللبنانيين في خضم هذه العاصفة التي ما زالت تستوطن بلادنا والمنطقة، يفرض
على كل المسؤولين العودة إلى التعالي عن كل الخلافات، واعتماد لغة الحوار البناء،
والعمل من أجل إعادة بناء دولتنا، والعيش فيها بسلام واستقرار لأنها الضامن الوحيد بعد الله”.
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا