سلاسل المطاعم تستثمر في الروبوتات… كيف ينعكس ذلك على العمال؟
سلاسل المطاعم تستثمر في الروبوتات… كيف ينعكس ذلك على العمال؟
“شهد هذا العام موجة من إعلانات الأتمتة* (تشغِيلٌ آلِيٌّ) في صناعة ال#مطاعم، حيث سارع المستثمرون إلى تقليص حجم القوى العاملة والأجور، وفق تقرير نشرته شبكة CNBC. لكن الجهود متقطّعة حتى الآن، إذ يقول الخبراء إنّ الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تعطي ال#روبوتات ثمارها للشركات أو تحلّ محلّ العمّال.
في هذا الإطار، يختبر مطعم “شيبوتل مكسيكان غريل” قدرة الروبوت على صنع رقائق التورتيلا في المتاجر. كذلك، يخطّط مطعم “سويت غرين” لأتمتة صنع السلطات في فرعين على الأقلّ. ومقهى “ستاربكس” يريد من معدّات صنع القهوة الخاصّة به تقليل عبء العمل على موظّفي الباريستا (موظفو تحضير القهوة).
حتى قبل جائحة كوفيد، كانت المطاعم تكافح لجذب العمال والاحتفاظ بهم. وأدّت الأزمة الصحية العالمية إلى تفاقم المشكلة، إذ غادر العديد من العمال المسرَّحين إلى وظائف أخرى ولم يعودوا. ويواجه ثلاثة أرباع مشغّلي المطاعم نقصاً في الموظفين، ممّا يمنعهم من العمل بكامل طاقاتهم، وفقاً لجمعية المطاعم الوطنيّة.
وفيما رفع العديد من مشغّلي المطاعم الأجور لجذب العمال، تراجعت الأرباح في وقت كانت فيه تكاليف الطعام ترتفع أيضاً. في هذا السياق، تقدّم الشركات الناشئة في مجال الأتمتة نفسها كحلّ، ويقولون إنّه يمكن للروبوتات قلب البرغر وتجميع البيتزا بشكل أكثر اتساقاً من الموظفين المرهقين، وإنّه يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يمكّن أجهزة الكمبيوتر من تلقّي الطلبات من السيّارة بشكل أكثر دقّة.
وجاء العديد من إعلانات الأتمتة في الصناعة هذا العام من شركة Miso Robotics، التي جمعت 108 ملايين دولار اعتباراً من تشرين الثاني، وبلغت قيمتها 523 مليون دولار، وفقاً لـ Pitchbook. وكان اختراع الشركة الأكثر إشراقاً هوFlippy، وهو روبوت يمكن برمجته لقلب البرغر أو صنع أجنحة الدجاج، ويمكن استئجاره مقابل 3000 دولار شهرياً تقريباً.
وقامت سلسلة مطاعم White Castle بتركيب Flippy في أربعة من مطاعمها، والتزمت بإضافة التكنولوجيا إلى 100 فرع خلال تجديدها لفروعها. ويختبر Chipotle Mexican Grill الجهاز، الذي يطلق عليه “Chippy”، في مطعم في كاليفورنيا لصنع رقائق التورتيلا.
كذلك، قال مايك بيل، الرئيس التنفيذي لشركة Miso، لشبكة CNBC، إنّ “أعلى فائدة
نقدّمها للمطعم لا تتمثّل في تقليل نفقاته، ولكن بالسماح له ببيع المزيد وتحقيق أرباح”.
أيضاً، تقدّم شركة Picnic Works الناشئة معدات تجميع البيتزا التي تعمل تلقائياً
على إضافة الصلصة والجبن والطبقات الأخرى. وأحد الحاصلين على امتياز Domino
يختبر التكنولوجيا في أحد فروع برلين. وتؤجّر شركة Picnic معداتها بأسعار تبدأ
من 3250 دولاراً في الشهر.
وقال الرئيس التنفيذي في الشركة، كلايتون وود، لـ CNBC، إنّ الاشتراكات تجعل
التكنولوجيا في متناول المشغِّلين الصغار. وقد جمعت الشركة الناشئة 13.8 مليون دولار، وفقاً لـPitchbook.
ولدى مخبز Panera Bread، تضمّنت تجارب الأتمتة برنامج ذكاء اصطناعيّ يمكّنه من تلقّي الطلبات من السيّارة. ويؤكّد جورج هانسون، كبير المسؤولين الرقميّين في السلسلة، أنّ الأتمتة هي كلمة واحدة، والكثير من الناس يتّجهون مباشرة إلى الروبوتات، لكن الروبوت الذي يقلّب البرغر أو يصنع البطاطس المقلية، “هذا ليس محور تركيزنا”.
لكن نجاح هذه التجربة بعيد كلّ البعد من أن يكون مضموناً. ففي أوائل العام 2020،
تحوّل Zume من استخدام الروبوتات لإعداد البيتزا وطهوها وتقديمها للتركيز على
تغليف الموادّ الغذائيّة. وتلقّت الشركة الناشئة استثماراً بقيمة 375 مليون دولار
من SoftBank في العام 2018 قيل إنّ قيمته بلغت 2.25 مليار دولار.
ماذا عن العمال؟
في أغلب الأحيان، تواجه الأتمتة معوّقات من العمّال الذين يرون أنّها وسيلة
لأصحاب العمل لإلغاء الوظائف. لكن شركات المطاعم كانت تروّج لتجاربها
كطرق لتحسين ظروف العمل من خلال التخلّص من المهمات الشّاقّة.
في العام المقبل، تخطّط Sweetgreen لفتح فرعين يعملان على أتمتة عمليّة
صنع السلطة إلى حدّ كبير باستخدام التكنولوجيا التي اكتسبتها من خلال شراء
شركة Spyce الناشئة. وقال نيك جاممت، الشريك المؤسِّس للشركة – في مؤتمر
مورغان ستانلي العالمي للبيع بالتجزئة والمستهلكين في أوائل كانون الثاني – إنّ تنسيق المطعم الجديد سيقلّل من عدد العمال اللازمين للتحوّلات التكنولوجية. وقد أدرج جاممت أيضاً تحسين تجربة الموظف وانخفاض معدلات دوران الموظفين كمزايا ثانوية.
ويتوقّع كيسي وارمان، أستاذ الاقتصاد بجامعة دالهوزي في نوفا سكوشا، أن
يؤدّي دفع صناعة المطاعم للأتمتة إلى تقليص قوّتها العاملة بشكل دائم.
وأشار إلى أنّ Covid قلّلت من مقاومة الأتمتة، إذ أصبح المستهلكون أكثر اعتياداً على عمليّات الدفع الذاتي في متاجر البقالة وتطبيقات الأجهزة المحمولة لطلب الوجبات السريعة.
من جهتها، أشارت دينا زيمكي، الأستاذة المساعدة في جامعة بول ستيت،
التي تدرس مواقف المستهلكين حول الأتمتة في المطاعم، إلى أنّ المستهلكين
سئموا من ساعات عمل المطعم البطيئة والخدمة البطيئة التي تأتي مع نقص العمالة.
شكوك طويلة المدى
في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان سيتم تحقيق توفير في التكاليف
أو متى ستتحقق؟ فمنذ أكثر من عام ونصف، بدأ “ماكدونالدز” اختبار البرامج
التي يمكن أن تأخذ أوامر القيادة بعد الاستحواذ على شركة Apprente، وهي
شركة ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. وبعد عدة أشهر من الكشف
عن الاختبار، باع عملاق الوجبات السريعة البرنامج لشركة IBMكجزء من شراكة استراتيجية لتعزيز التكنولوجيا.
وخلال الحديث عن أرباح هذا الصيف، ألقى الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالد، كريس كيمبزينسكي، الماء البارد على جدوى الأتمتة الكاملة، قائلاً: “فكرة الروبوتات وكل هذه الأشياء ليست عملية في الأغلبية العظمى من المطاعم، ولن ترى ذلك كحلّ واسع النطاق في أي وقت قريب، في حين أنها قد تكون رائعة لاحتلال عناوين الصحف!”.
* الأتمتة: مصطلح مستحدث يطلق على كلّ شيء يعمل ذاتيًا من دون تدخّل بشريّ
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا