اللبنانيون يعودون إلى ‘عصر الحطب’… المدافئ الكهربائية للمقتدرين فقط
اللبنانيون يعودون إلى ‘عصر الحطب’… المدافئ الكهربائية للمقتدرين فقط
جطب
” جاء في “الشرق الأوسط”:
باتت وسائل التدفئة في لبنان للأغنياء فقط، في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات. ويرزح اللبنانيون في موسم الشتاء المُثقل بالأعباء هذا العام تحت وطأة البحث عن “سبل تدفئة” يمكن اعتمادها، بعد أن باتت أسعار المحروقات بالدولار الذي بلغ أرقاماً قياسية لم يشهدها لبنان في تاريخه.
ورفعت السلطات اللبنانية الدعم عن المحروقات في العام الماضي، وبات سعر
صفيحة المازوت يقارب 800 ألف ليرة (17 دولاراً على سعر صرف السوق)،
بينما يبلغ سعر جرة الغاز نحو 500 ألف ليرة (11 دولاراً). أما أسعار طن الحطب
فارتفعت إلى نحو 120 دولاراً، علماً بأن أي منزل جبلي يحتاج في الشتاء إل
ى كمية تتراوح بين 5 و10 أطنان من الحطب.
وقال الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، لـ”الشرق الأوسط”، إن
متوسط كلفة التدفئة في الموسم (100 يوم) تبلغ 80 مليون ليرة للمازوت
و60 مليوناً للحطب، مضيفاً: “بما أن هذا الرقم كبير جداً بالنسبة للعائلات الفقيرة
وأصحاب الدخل المحدود، كان لا بد من إيجاد وسائل أقل كلفة”.
ومن البدائل بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه، ويُسمى “الجفت”، كونه مجانياً، ويسهل الحصول عليه، وفقاً لشمس الدين. ولفت إلى أنه “من كان يعتمد على المازوت، استبدل به الحطب، بعد أن ارتفع سعره كثيراً (وفقاً لسعر دولار السوق السوداء)، وهذا ما يفسّر أسباب اندلاع الحرائق بكثرة خلال الصيف، لقطع الأشجار بهدف التحطيب، ومن لا يمكنه تحمّل نفقة الحطب والمازوت يلجأ إلى معاصر الزيتون للاستعانة بـ(جفت الزيتون) بديلاً للتدفئة، وهو متوفّر بالأطنان؛ خصوصاً هذا العام؛ لأن موسم الزيت والزيتون كان جيداً هذا العام”.
وفي ظل غياب الكهرباء، انحصر اعتماد “المدافئ الكهربائية” على المقتدرين
فقط على دفع رسم اشتراك المولدات الخاصة. أما بالنسبة للغاز، فيقول شمس
الدين إنه قد يفي بالحاجة للبعض؛ نظراً لارتفاع أسعاره أيضاً، غير أنه “قد يكون
مجدياً في بيروت، ولكنه غير مناسب لصقيع المناطق الجبلية”.
لمشاهدة المزيد اضغط هنا