مقاربة حزب الله الجديدة.. “لا تدليل” للحلفاء
مقاربة حزب الله الجديدة.. “لا تدليل” للحلفاء
منذ مدة يحاول حزب الله وضع مقاربة سياسية جديدة مرتبطة بالساحة اللبنانية وذلك بسبب شعوره بأن التطورات المتلاحقة منذ 17 تشرين عام 2019 فرضت على كل القوى والاحزاب السياسية اسلوبا مختلفا من التعامل على اعتبار ان الرأي العام باتت طبيعته مختلفة ايضا، لكن اولويات الحزب المتلاحقة أخّرت تطبيق اي رؤية جديدة.
بعد الانتخابات الاخيرة بات واضحاً ان الحزب يريد العمل بأسلوب مختلف في الداخل اللبناني، مع الحفاظ على حضوره الاقليمي واولوياته الاستراتيجية التي لا يبدو انه جاهز للتنازل عنها في ظل المكاسب السياسية والميدانية التي حققتها له في السنوات الماضية. وعليه فإن حارة حريك تعمل اليوم بأسلوب مختلف نسبيا عن اسلوبها السابق.
تقوم الاستراتيجية السياسية الداخلية الجديدة للحزب على عدة نقاط او ثوابت، الاولى هي الانخراط اكثر فأكثر في القضايا الداخلية التفصيلية والادارية، وعدم ترك الساحة السياسية للحلفاء والخصوم واكتفاء الحزب بالتفرج حاصراً تدخله بالقضايا الاستراتيجية او تلك التي ترتبط بحضوره المباشر في الدولة او بدور سلاحه.
وعليه فإن الحزب يتجه اليوم تدريجيا ليكون شريكاً في القرار السياسي
والاداري والدستوري في لبنان بشكل عملي وفاعل، اذ طوت حارة حريك
مرحلة خوض معارك الحلفاء وتبني آراء بعضهم السياسية والسير بها من دون اي تعديل او تغيير.
اما الثابتة الثانية فهي اهتمام الحزب بشكل اساسي بالقضايا المعيشية من
داخل المؤسسات الرسمية والدستورية وعدم اكتفائه بالدعم والمساعدات
الحزبية التي يقوم بها من خارج الدولة اللبنانية، وهذه الخطوة هي تلبية لضغوط كبيرة يعيشها الحزب في بيئته الخاضنة وجمهوره الذي يطالبه بإستمرار بالقيام بخطوات داخل السلطة لتخفيف حدة الازمة.
الثابتة الثالثة هي عدم “تدليل الحلفاء”، خصوصا ان الحزب، ومن وجهة نظره قدم الكثير لحلفائه وخاض معاركهم السياسية والانتخابية حتى وصل الامر بهم الى ابتزازه والحرد منه في اي لحظة يقرر فيها اخذ خيار سياسي لا يتوافق مع مصالحهم، كما ان حلفاء الحزب لم يقفوا معه في العديد من الاستحقاقات الاستراتيجية مثل ثورة ١٧ تشرين التي كانت احد اسباب اعادة النظر بطريقة التعاطي التي يعتمدها.
من هنا تأتي مشاركة الحزب “الفجة” في جلسة مجلس الوزاراء التي
تخدم ثابتتين من ثوابته الجديدة، لكن هذا كله لا يعني ان الحزب سيبالغ
في انخراطه السلطوي او حتى في ابتعاده عن حلفائه،بل ان التعامل الحذر
سيكون السمة الغالبة لكل سلوك الحزب الجديد…a
لمشاهدة المزيد اضغط هنا
مقاربة حزب الله