اخبار دولية

دجّالون… عتّموا على حقائق “زلزاليّة” خوفاً على السهرات والتزلّج والسياحة الشتوية!

دجّالون… عتّموا على حقائق “زلزاليّة” خوفاً على السهرات والتزلّج والسياحة الشتوية!

مؤسف الى أي مدى انحدر مستوى الإنسان في لبنان، وهو ما فضحه الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وهزّاته الارتداديّة.

عالم أسطوري

فصحيح أن عدداً من الدجّالين والباحثين عن الشهرة، “زبّطوا شبوبيّاتون

” الأسبوع الفائت، ونفضوا الغبار عن ذواتهم، وحوّلوا أنفسهم الى نجوم على الشاشات على حساب تخويف الناس، وتدمير أعصابهم.

ولكن المُصيبة الكبرى هي في كيف أن معظم وسائل الإعلام، وبحجّة محاربة

“نظرية المؤامرة”، باتت تدفع اللبنانيّين الى العيش “بالخسّة”، أو في عالم

أسطوري من الإيجابيّة، أو بتعبير آخر خارج الزّمن، بطريقة مُضحِكَة ومُخجِلَة، وبما يستجيب لمنافع سياسية وماليّة وسياحيّة.

حقائق علميّة

فبعض من في لبنان “تحرقص” من الزلزال كما يبدو، خوفاً على الموسم

السياحي الشتوي، وعلى مستقبل أنشطة التزلّج، وعلى سهرات “عيد العشّاق”

(الإسم التجاري لعيد سان فالنتين)،

وراح يعمل بكلّ طاقاته لتحوير انتباه الناس عن الزلازل، وعن الحديث عنها، وعن

إمكانيّة التعرّض لها في أي وقت، مُسخّراً بعض الإعلام لتحقيق أهدافه. فتمّ تخصيص

مساحات لمن يُفتَرَض أنهم أصحاب علم ومعرفة، الذين بدلاً من أن يخصّصوا كلامهم

لكلّ ما يتعلّق بالشقّ العلمي، راحوا يدعون الناس الى الخروج، والسّهر، وعَدَم الاستسلام

للخوف، في شكل حوّل بعض الشاشات والمنصّات الإعلامية الى مساحات

للعلاج النفسي ربما، لا لمناقشة بعض الحقائق العلميّة التي نحتاج إليها في مثل تلك الظّروف.

صحيح أن الاستسلام للخوف لا يجوز. ولكن تسخير العلم لخدمة أصحاب المصالح السياسية،

والمنافع المالية والاقتصادية، والمواسم السياحيّة، هو عيب ما بعده عيب. وهو أقرب الى

مجازر إعلاميّة، سقط فيها معظم إعلامنا اللبناني مع الأسف، تحت ستار محاربة المعلومات

المُضلِّلَة، ونظرية المؤامرة، وذلك بدلاً من الاكتفاء بكل ما هو علمي، وتمكين الناس من

استيعاب الحقائق بالهدوء اللازم، بموازاة تجنيد كل الطاقات الإعلاميّة لدفع كل مسؤول في الدولة الى العمل على تجهيز كل ما يحتاجه البلد لمثل تلك الظّروف.

منظومة ترفيهيّة

أسف مصدر مُتابع “لفقدان معظم وسائل الإعلام اللبنانية صوابها خلال الأسبوع الفائت، على خلفيّة الزلزال التركي – السوري، تبعاً لمُنطلقات سياسيّة. فبعض تلك الوسائل استغلّت الكارثة للمطالبة بمزيد من الفوضى على صعيد فتح الحدود مع سوريا. وبعضها الآخر استغلّ الظرف لتأكيد الخلاف السياسي مع دمشق”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “أسوأ ما انزلق إليه إعلامنا خلال الأيام الأخيرة، كان تحويل العلم الى منصّة لتفسيرات بما يتناسب مع بعض المصالح المرتبطة بالسياحة الشتويّة. فهذه هي الطريقة اللبنانية المُعتادة في مقاربة الأمور، ونجدها هي نفسها في كل ما يتعلّق بالقضاء والدستور أيضاً. فكل ما في البلد هو وجهة نظر عملياً، حتى أكثر الأمور العلميّة والدّقيقة”.

وختم:”هذا هو أقصى ما يُمكن إيجاده في لبنان. فبين الحاجة الى المال السياسي بموازاة تراجُع المدخول الإعلاني، يفقد اللبناني أي قدرة على معرفة الحقائق من وسائل الإعلام، بدقّتها المطلوبة، ومن دون تشويش. والأخطر هو أن الإعلام اللبناني يتحوّل الى أداة في يد منظومة مالية وسياحية وترفيهية تابعة للسلطة”.

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى