اخبار محلية

الدولار يلاحق اللبنانيين…حتى الصلاة لها حصّتها

الدولار يلاحق اللبنانيين…حتى الصلاة لها حصّتها

مَنْ من يعرف وادي قنوبين الذي يتوسط بلدات بشري، بلوزا، قزحيا، حصرون، الفراديس والديمان، ومن يعرف البطريركية القديمة فيه، اي الدير القديم، الذي أعادت له الراهبات الانطونيات الحياة منذ عشرات السنين، يدرك تماما انه نقطة التقاء لعدد كبير من المؤمنين والسياح لاسيما في زمن الأعياد كعيد السيدة، الدنح، القيامة وغيرها.

ولهذه المناسبات كان يتوافد المواطنون الى قنوبين بالمئات لممارسة طقوسهم وللاختلاء بذواتهم بعيدا عن ضوضاء الحياة وصخبها ومشاكلها الكثيرة.

لكن وعلى ما يبدو، لم ترحم الضائقة المعيشية التي يمر فيها لبنان وادي قنوبين، لا بل انعكست عليه وعلى زواره بشكل واضح وصريح.

في هذا الاطار، تحدث السيد “بطرس. م” ل”لبنان 24″، وهو احد الزوار الدائمين للوادي وديرها وغالبا ما يقصدهما اتيا من احدى بلدات كسروان، قائلا: ” زياراتي الى المنطقة منذ بداية الأزمة تراجعت بشكل كبير جدا، فبعدما كنت اقصد الوادي أقله ٤ مرات في كل سنة، صرت ازور الوادي مرة وحيدة في كل عام.


اذ انني وقبل تفلت الدولار كنت اصطحب عائلتي وننام في الدير ليومين او ٣ ايام، لكن اليوم بتنا في أفضل الحالات نأتي يوما واحدا من دون منامة وذلك نظرا لارتفاع اسعار البنزين والمواد الغذائية التي من الضروري ان نحضرها معنا”.

وحال بطرس هي مشتركة مع عدد كبير من المواطنين اللبنانيين الذين باتوا يميلون الى اختصار كل ما يمكن أن يمنحهم بعض الفرح والسلام والرفاهية، مفضّلين تأمين ضروريات الحياة التي بدورها أضحت شبه مستحيلة في لبنان.

وبالعودة الى قنوبين والى اسبوع الآلام وعيد القيامة فيها، فالمشهد هذه السنة بدا حزينا الى حدّ كبير، فبعد ان كان يأتي المئات من المواطنين لمشاركة الاب هاني طوق الوقفة الروحية السنوية، اختصرت الاعداد التي وصلت إلى الدير يوم أربعاء أيوب بالعشرات القليلة جدا.

وإعداد المؤمنين ارتفعت بشكل ملحوظ يوم الجمعة العظيمة، اذ ان كثرا قرروا زيارة الوادي للمشاركة في رتبة سجدة الصليب ومن ثم العودة مباشرة الى منازلهم.

ومن المشاهد البارزة داخل الوادي التي تشير الى وضوح الازمة الاقتصادية، هي المطاعم المنتشرة على مدخل الوادي من جهة بشري والتي تبدو فارغة بشكل كامل، كما أن المطعم الوحيد الموجود داخل الوادي لا يشهد الا القليل القليل من الزوار الذين بالكاد يشغلون طاولة او طاولتين.

وعلى الرغم من هذه المشهدية، أصر الخوري هاني طوق ان يقصد الوادي مع عائلته رافعا الصلوات على نية لبنان والحياة فيه، مؤكدا ان القيامة لا بد لها من ان تزور لبنان مهما طالت الازمات والصعاب.

في المحصلة، يبدو أن المواطن اللبناني مكتوب عليه ان يتخلى عن الكثير من عاداته وتقاليده وطقوسه، بفعل الأزمة المستمرة منذ العام ال 2019، والتي على ما يبدو لم تكتف بسرقة أموال المواطنين انما فرحتهم وابتسامتهم ايضا.
ولكن يبقى الايمان بالغد وبنهوض لبنان راسخا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى