آية في الإنجيل لم تقرأها ستريدا… أهل بشرّي ليسوا متسوّلين!
آية في الإنجيل لم تقرأها ستريدا… أهل بشرّي ليسوا متسوّلين!
لم يكن العمل الانساني في يوم من الأيام موضع انتقاد من أحد، وهو اليوم بات حاجة ضرورية مع استفحال الازمة الاقتصادية ووصول أكثر من 80% من الشعب اللبناني إلى خط الفقر وربما دونه.
غير أن المجاهرة بعمل الخير لا مبرر له الاّ إذا كان فاعله يتقصد “تمنين” من يساعدهم، عندها يتحول عمل خير إلى ابتزاز لمشاعر الناس.
هذا بالضبط ما ينطبق على ما قامت به رئيسة “مؤسسة جبل الأرز” النائب ستريدا جعجع على صفحة “الفايسبوك” لتشهّر بأكثر من 588 عائلة من بلدتها بشري، تتصدق عليهم بحصص غذائية كل شهر.
وقد أعلنت امس أنه إبتداءً من شهر أيار 2023 ولغاية نهاية نيسان 2024 ستقوم المؤسسة بزيادة عدد الحصص الغذائيّة التي تقوم بتوزيعها شهرياً في قضاء بشري بنسبة 62.8% أي ما يعادل 2640 حصّة سنوياً، ليرتفع بذلك العدد من 4200 حصّة سنوياً إلى 6840 حصّة سنوياً، يتم توضيبها بموجب عقد بين شركة “سبينس” و”مؤسسة جبل الأرز”.
ولا بد من التوقف أمام هذه المبادرة بجملة ملاحظات:
– لماذا تحصر نائبة القوات وزوجة رئيسها المساعدات ببشري تحديداً، فهل هي نائبة قوات بشري وليس كل القوات حتى ينالوا “من الحسنة حبة”؟
– النائب جعجع ليست كأي نائب آخر حتى تحصر إهتمامها بمنطقة بشري تحديداً، فهي زوجة القائد ومسؤولة عن جميع القواتين أينما تواجدوا في لبنان.
– اما الملاحظة الأهم التي نتوقّف عندها هي وضعها أهل بشري بهذا الموقف المحرج وكأنهم متسولون، متناسية النائب جعجع انهم أهل كرامة واذا أرادت مساعدة أهلها فليس عليها نشر ما تقدمه على وسائل التواصل الاجتماعي.
لذلك نذكّرها بما يوصي به انجيل متى “أما أنت، فعندما تتصدق على أحدٍ فلا تدع يدك اليُسرى تعرف ما تفعله اليمنى”.
فهل قرأت النائب جعجع هذه الآية بالانجيل قبل أن تذهب لإعتماد “البروباغندا” الاعلامية في اعمالها الخيرية؟
ميدان عمل الخير ليس مكاناً للتباري بين السياسيين، هو عمل انساني محض اوصت به الكتب السماوية وشددت على سريته حفاظاً على مشاعر من تصلهم صدقات الخييرين.