في ذكرى اعتقال جعجع… كيروز “يستعيد بعض الحقائق”
في ذكرى اعتقال جعجع… كيروز “يستعيد بعض الحقائق”
بذكرى اعتقال رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في 21 نيسان 1994 ، أصدر النائب السابق إيلي كيروز بيانًا استعاد فيه “من ذاكرتنا المعذّبة بعض الحقائق”.
وأشار إلى أنّ “الرئيس السوري حافظ الأسد أصدر في 21 نيسان 1994 الأمر بإعتقال قائد القوات اللبنانية يومها الدكتور سمير جعجع بعد سلسلة من المقدّمات السود بدأت بتفجير كنيسة سيدة النجاة في 27 شباط 1994 ومرّت بقرار مجلس الوزراء اللبناني حلّ حزب القوات على الطريقة العثمانية والسورية في 23 آذار 1994 وصولاً إلى إعتقال سمير جعجع”.
وقال: “لقد تولّت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني يومها تنفيذ الأمر السوري بعد “حوار سابقة” أجراهُ موظّف أمني كبير وفي خروجٍ على القواعد القانونية والوظيفية مع الوكالة الوطنية للأنباء الرسمية حيث أعلن هذا الموظّف “أن المُقيمَ في غدراس مُخلٌّ بأمن البلاد”.
وأضاف، “وفاتَه وجود ثُغر أمنية بأحجام كبيرة متجاهلاً العرض العسكري لحزب الله في مدينة بعلبك والذي ظهر فيه مئات المسلحين بمناسبة الإحتفال بيوم القدس العالمي الذي أسّسه الإِمام الخُمَيني”.
ولفت كيروز إلى أنّ “تلك المحطة تميّزت بإستباحة غدراس وبإعتقال العشرات من كوادر القوات اللبنانية وشابّاتها وشبابها وسَوقهم الى مراكز الإحتجاز وإذلالهم وتعذيبهم وإجبارهم على توقيع أوراقٍ تحظّر عليهم العمل الحزبي والسياسي”.
وشرح، “كما تميّزت هذه المحطة بشكل أساسي بإقتياد قائد القوات اللبنانية إلى زنزانةِ مديرية المخابرات في وزارة الدفاع حيث أُخضِع لكلّ أنواع الضغوط بهدف كسر إرادته وتحطيم مناعته”.
وأردف كيروز، “غير أن سمير جعجع وخلافاً لتوقعات العقل الأمني المريض إستطاع أن يواجه وأن يصمد. وصمدت معه القوات اللبنانية بكوادرها وطلّابها ومناطقها وقطاعاتها كما صمد مناضلو القوات اللبنانية وكوادرها في الإغتراب بالرّغم من كل ظروفهم الصعبة”.
واعتبر أنّ “القوات اللبنانية هكذا خيّبت من خلال شخص قائدها في المعتقل الصغير والجسم القواتي في المعتقل الكبير الرّهان الأمني على السقوط المُدَوّي لها بعد إعتقال قائدها. لقد إستطاعت القوات أن تتغلب على العقل الأمني الذي وسمها بالكرتونية وبأنها رأس من دون جسد إذ يكفي أن تقطع الرأس لتُميت الجسد”.
وتابع، “في 21 نيسان 1994 بثَّ تلفزيون لبنان عند العاشرة صباحاً خبر صدور مذكّرة توقيفٍ في حق قائد القوات اللبنانية ثم ما لبث أن تم تكذيبها بعد ساعة”.
وأوضح كيروز، “في الساعة الثامنة من مساء الخميس في 21 نيسان 1994 دخلت إلى غدراس الآلية العسكرية التي تقلّ قائد فوج المكافحة التابع لمديرية المخابرات. وبعد دقائق كانت سياراتا رنج روفر واحدة بيضاء اللون والأخرى كحلية تنضمان إلى الموكب. وبعد التاسعة بقليل تقدّم سمير جعجع من باب الرانج الكحلي وغادر الى الزنزانة رقم (٦) في مديرية المخابرات”.
واستكمل، “في 21 نيسان 1994 إستشهد الرفيق فوزي الراسي خلال التحقيق معه في مديرية المخابرات تحت وطأة التعذيب وقد توقف قلبه بنتيجة تعرضه لصدمة كهربائية”.
ورأى أنّ “ما تعرّض له سمير جعجع في حينه كان رداً واضحاً على قراره بعدم تغيير موقفه السياسي وعلى رفضه الخضوع لشروط الإحتلال السوري والتمسك بالمبادئ والثوابت التي ما زالت هي هي. من هنا يمكن فهم المحاولات المسْتَشرية من قِبَل فريق السلاح لوضع اليد مجدداً على لبنان تحت مظلّة محور الممانعة”.
وأشار إلى أنّه، “القوات اللبنانية وجميع السياديين سيُفشلون مرةً جديدةً محاولات إلغاء لبنان السّيد الحُرّ المستقلّ وستبقى القوات اللبنانية في طليعة الذين يواجهون مشاريع الغلبة والإلحاق”.
وختم كيروز بالقول: “يبقى وبعد كل هذه السنوات أن الحجر الذي رذله البناؤون في عهد الإحتلال السوري أصبح من أبرز أحجار الزاوية في البناء الوطني اللبناني”.
ليبانون ديبايت