الخيارات تُحسَم بعد الفطر… وإلا المجهول
الخيارات تُحسَم بعد الفطر… وإلا المجهول
دخل لبنان في مرحلة جديدة على صعيد الإصطفافات السياسية، وكذلك الأمر على خط الإستحقاق الرئاسي الذي أضحى في دائرة الحسم القريب، خلافاً لكل التوقّعات بأن أمد الشغور قد يستغرق طويلاً، إلا أن العارفين ببواطن الأمور ومن يتابعون ويواكبون ما يجري، يشيرون إلى أن معطيات بالغة الأهمية قد تفضي إلى توافق على نضوج الحلّ خلال الأسابيع المقبلة، ولا سيما بعد سلسلة محطات توضيحية انطلقت، وفق المعلومات، من زيارة مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل إلى الرياض، ومن ثم معلومات أفضت عن اتصالات أجريت من قبل الخارجية الروسية مع بعض المسؤولين السوريين واللبنانيين، إلى تواصل بين موسكو والرياض، كانت نتائجها إيجابية ومرفقة بضمانات، على أن يحسم الأمر في اللقاء الخماسي بعد عطلة عيد الفطر.
وتتابع المعلومات، أن اللقاء الخماسي، سيضع على طاولة النقاش كل هذه الأجواء التي حصلت في المرحلة الماضية والحالية، من خلال زيارة الموفد القطري محمد عبد العزيز الخليفي إلى بيروت، إضافة إلى الإتصالات الفرنسية مع الرياض واستقبالها لمرجعيات سياسية لبنانية، إضافة إلى مسألة أخرى تتمثل بدعم واشنطن لهذه الجهود، خلافاً لما قيل أنها سحبت تفويضها الذي كانت منحته لفرنسا بشأن الملف اللبناني، بدليل أن هناك تقاطعاً في المواقف بين السفيرتين الأميركية والفرنسية دوروثي شيا وآن غريو، وهذا ما يؤكده أحد المسؤولين السياسيين الذي يلتقي باستمرار بالسفيرتين، ويبدي استغرابه لما يقال بأن هناك خلاف عميق حول الترشيحات، وبمعنى أوضح أن الأميركيين يضعون “فيتو” على بعض منهم.
من هذا المنطلق، تابعت المعلومات، بدا تزخيم الحلول واضحاً، وعليه، أن التسوية في غضون الشهرين المقبلين، ولكن قد تتوضّح الأمور أكثر وتتبلور بعد عطلة عيد الفطر، وتحديداً على خط الرياض، وإن كانت الإتصالات معها لم تنقطع، لا سيما من قبل الفرنسيين وسواهم، وسط أجواء بوجود ضمانات مكتوبة، وهي بمثابة وثيقة لا يمكن النكوث بها، فذلك، يوحي بأن التنسيق بين باريس وعين التينة، إنما يعبِّد الطريق أمام رئيس تيار “المردة”، وإن كانت التجارب السابقة غير وردية لدى البعض، بمعنى التذكير بتجربة الوزير والنائب الراحل مخايل الضاهر، الذي نام رئيساً واستيقظ على انتفاضة مسلّحة في الشارع، نسفت اتفاق ريتشارد مورفي الشهير، بمعنى أنه، ومن خلال المطّلعين على ما يدور من اتصالات، ليس هناك أي حسم لمرشح معين، أو أن هذه الدولة المشاركة في اللقاء الخماسي وتلك التزمت بالضمانات التي باتت بحوزة الفرنسيين.
لذلك، تابعت المعلومات، فإن ما يجري اليوم إنما هو بحث جدي وعميق لمسار التسوية والتوافق على مرشح، ولكن ليس بوسع أي طرف أن يدخل في الحل والموافقة على من يتم اختياره، إلا من خلال تعهدات جدية على اعتبار أن التجارب السابقة، ولا سيما في عهد الرئيس ميشال عون، كانت مؤلمة، والجميع كان خاسراً فيها، لهذه الغاية، فإن الأسبوعين الأولين بعد عطلة العيد يعتبران مدخلاً لحسم الخيارات والدخول في الحلّ، وإلا الأمور تتّجه نحو المجهول.
فادي عيد