بعد انتهاء “هدنة” شهر رمضان… ماذا يُحضّر لتسخين جبهة جنوب لبنان؟
كتب رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الإلكترونية عبد الباري عطوان، مقالًا تحت عنوان: “من هم القادة الأربعة الذين يحتلون قائمة الاغتيالات الإسرائيلية حاليا؟ وهل يجرؤ نتنياهو على تنفيذها بعد انتهاء “هدنة” شهر رمضان المبارك “الاجبارية” ولماذا تتعجل أميركا عقد لقاء ثالث لمنظومة العقبة قبل نهاية الشهر الحالي؟ وكيف سيتم تسخين جبهة جنوب لبنان في الأيام المقبلة؟”.
وجاء في المقال: “القاعدة “الخشبية” التي تتبناها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ ما يقرب السبعين عاما، تتلخص في إطلاق تهديدات بإغتيال القادة الفلسطينيين بهدف ارهابهم، ودفعهم الى عدم الاقدام على أي هجمات عسكرية ضد الاحتلال ومستوطنيه، ولكنها جميعها لم تعط اؤكلها، وجاءت بنتائج عكسية تماما”.
وأضاف، “بنيامين نتنياهو الذي يواجه الفشل والإحباط داخليا وخارجيا، وبشكل غير مسبوق في تاريخ دولة الاحتلال القصير جدا، والمقترب بشكل متسارع من نهايته، لجأ الى القاعدة نفسها مساء امس عندما هدد “بتفعيل” سياسة الاغتيالات في الضفة، والقطاع، وجنوب لبنان بعد انتهاء “هدنة” شهر رمضان “الاجبارية” حسب تعبير المقربين منه، وأبرز المستهدفين أربعة: السيد حسن نصر الله، زياد النخالة، صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، والرابع يحي السينوار قائد الحركة في قطاع غزة، الذي القى خطابا ناريا وسط الجماهير قبل بضعة أيام وفي ميدان عام بالقطاع متحديا”.
وتابع، “نتنياهو أجبن من ان يقدم على تنفيذ تهديداته هذه، لانه يعلم جيدا، وفي ظل وحدة الساحات والجبهات الحالية المتعاظمة، ان الرد سيكون مزلزلا، ولن يقتصر على عدة رشقات صاروخية، وانما قد يتطور الى حرب دمار إقليمية شاملة، واقتحام بري مدروس بغطاء صاروخي لتحرير أراض فلسطينية أهمها منطقة الجليل”.
وأوضح “ما يدفعنا للوصول الى هذه النتيجة عدة معطيات رئيسة:
الأول: تحذير السيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله” في خطاباته الأخيرة نتنياهو وأجهزة مخابراته وعملاءه المحليين، من الاقدام على أي عملية اغتيال على الأرض اللبنانية لشخصيات لبنانية او فلسطينية، او من أي جنسيات أخرى، سيواجه برد حازم وفوري.
الثاني: رد حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” على هذه التهديدات باغتيال قياداتها عبر الناطقين بإسمها جاء سريعا ومؤكدا بأن الأصابع على “زناد الصواريخ” سيكون مكلفا جدا.
الثالث: عندما اقدمت المخابرات الإسرائيلية على اغتيال الشهيد يحيى عياش في قطاع غزة عام 1995، هددت حركة “حماس” بتنفيذ اربع عمليات استشهادية ثأرا له، ونفذتها الواحدة تلو الأخرى، في تل ابيب، والخضيرة، والقدس الغربية المحتلة، مما أدى الى سقوط حوالي خمسين قتيلا إسرائيليا ومئات الجرحى، ولم تكن حركة “حماس”، ولا المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان تملك حينها صواريخ دقيقة مثلما هو الحال الآن.
الرابع: كسر حالة الصمت المقاوم في جنوب لبنان، وتأسيس قواعد صاروخية قرب الحدود الفلسطينية المحتلة تتمثل فيها جميع الفصائل المقاتلة، حماس، والجهاد، والجبهة الشعبية، وفتح كتائب الأقصى، وبإشراف وتدريب وتسليح مباشر من “حزب الله”، وبقيادة غرفة عمليات عسكرية موحدة”.
وأشار إلى أن “دولة الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة وداعمها الرئيسي على دراية كاملة بتفاصيل هذه التطورات المرعبة، وتسعى الأخيرة، أي الولايات المتحدة، الى عقد قمة ثالثة لمنظومة العقبة في منتجع شرم الشيخ المصري قبل نهاية شهر نيسانالحالي، بحضور الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية ومستشار نتنياهو الأمني برئاسة انتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي”.
ولفت إلى أن “الوثائق الاميركية السرية التي جرى الكشف عن مضمونها قبل أسبوعين تؤكد ان السلطة الفلسطينية لم تتوقف مطلقا عن التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، بل زادت من وتيرته في الفترة الأخيرة بعد تصاعد عمليات كتائب المقاومة في جنين والقدس ونابلس وطولكرم، وان كل ما ورد على لسان رئيسها محمود عباس عن وقف او تجميد هذا التنسيق كان كذب فاضح وهذا ليس جديدا على أي حال”.
وأضاف، “برشوة ببضعة ملايين من “الشيكلات” لهذه السلطة من دولة الاحتلال، هرولت الأخيرة للمشاركة في مؤتمري العقبة وشرم الشيخ، والقبول بالخطة الأمنية الاميركية الإسرائيلية المشتركة لتصفية كتائب المقاومة في الضفة الغربية، وتوفير الحماية للمستوطنين واقتحامهم لباحات الأقصى، وكنيسة القيامة، نقولها وفي الحلق مرارة، ولكن الله جل وعلا يمهل ولا يهمل”.
وأكّد أن “نتنياهو عندما أوقف الاقتحامات حتى نهاية شهر رمضان المبارك، لم يكن كرما منه، ولا حرصا على قدسية الشهر الفضيل، وانما خوفا ورعبا من تغير حتمي لقواعد الاشتباك، وتعزيز وحدة الجبهات بالرد المشترك من جنوب لبنان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، واليمن، والعراق، وسورية، كما انه لن يجرؤ على تنفيذ تهديداته بتفعيل سياسة الاغتيالات هذه، لانه يدرك جيدا انه بذلك سيفتح على دولة الاحتلال كل أبواب جهنم وشبابيكها”.
وختم المقال: “فإذا كان فصيل الجهاد الإسلامي الصغير الحجم، الكبير الإرادة، اطلق 4000 صاروخ على مستوطنات غلاف غزة، وخاصة على اسدود وعسقلان، ثأرا لاغتيال الشهيد بهاء او العطا، ترى كم عدد الصواريخ التي ستطلق في حال اغتيال أي من المجاهدين الثلاثة الذين يحتلون قائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟ نشك ان يشرب نتنياهو حليب السباع ويفعلها، واذا فعلها، عليه ان يكتب وصيته، ووصية كيانه الأخيرة.. والأيام بيننا”.
المصدر: رأي اليوم