أمرٌ بارز قد يؤدي إلى “حرب نووية”.. من سيتورّط بها
أمرٌ بارز قد يؤدي إلى “حرب نووية”.. من سيتورّط بها
لا يستبعد “المعهد الدولي للإستراتيجيات السياسية والاقتصادية” الروسي أن تبدأ حرب نووية من كوريا الشمالية بسبب تعرضها للاستفزاز من واشنطن، في الوقت الذي تركز فيه أميركا اهتمامها على الأسلحة النووية للصين وروسيا.
وقالت مديرة المعهد إيلينا بانينا في مقال لها بموقع المعهد إن المعلومات المتوفرة هي أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية في العالم عددها 9، غير أن الإستراتيجيين الغربيين يغيّبون كوريا الشمالية عن الصورة ويتحدثون عنها بلغة العقوبات والابتزاز الاقتصادي دون الأخذ بعين الاعتبار إمكاناتها النووية في المخططات العالمية.
وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أرسل في عام 2017 مجموعة من القوات البحرية الأميركية إلى شواطئ
كوريا الشمالية من بينها حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسن” وسفن مرافقة لها، وردا على ذلك، كشف الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن امتلاك بلاده عشرات المنشآت لإطلاق الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية.
كذلك، حذر كيم من إمكانية الضغط على زر إطلاق هذه الأسلحة الكفيلة بضرب أراضي كوريا الجنوبية واليابان وجزر هاواي وغوام والقواعد العسكرية الأميركية الأخرى القريبة، واحتمال وصولها إلى الساحل الغربي لأميركا في حال وقوع عدوان من طرف الناتو.
الغرب يبادر بالاستفزاز
وحذرت الكاتبة من التركيز الأميركي والغربي على روسيا والصين وتجاهل كوريا الشمالية، التي يمكن أن يفوق خطرها خطر موسكو وبكين. بعد ذلك حاولت بانينا القول إن الغرب هو المبادر بالأفعال التي تستفز روسيا، مثل إعلان لندن تزويد أوكرانيا بذخيرة اليورانيوم المنضب، والرد الروسي بنشر أسلحة نووية على تراب بيلاروسيا.
ومضت الكاتبة تقول إنه وبدلا من استخلاص استنتاجات معقولة والجلوس على طاولة المفاوضات، ضخّمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأمر وتجندت الصحافة الغربية للحديث عن “التهديد الروسي”، واتخذت بولندا “المعادية لروسيا” رد فعل مبالغا فيه ومن غير المستبعد أن تطلب نشر أسلحة نووية على أراضيها، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة عليها.
أميركا تتشبث بصورتها الراهنة
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن مخرج في مواجهة التنافس النووي الثلاثي (أميركا، الصين، وروسيا) بعد إدراكها أنها لن تكون قادرة على تركيع وتخويف خصومها في ظل الظروف الراهنة، ولم تستبعد أن تتسبب واشنطن في انزلاق العالم نحو حرب نووية نظرا لعدم اهتمامها بإحلال السلام فيه بقدر اهتمامها بالحفاظ على صورتها باعتبارها “الدولة الأقوى” وإملاء قواعد السياسة العالمية بطريقة تخدم مصالحها.
وذكرت بانينا أن الأسلحة النووية الصينية تقض مضجع الولايات المتحدة وتدفعها إلى تجاهل الرؤوس النووية التي بحوزة كوريا الشمالية معتقدة أن دولتين فقط تمتلكان ترسانة نووية وسط الدول المتنافسة، واستمرارا في سياسة التجاهل، تستطيع بيونغ يانغ حرق أراضي حلفاء أميركا في آسيا والمحيط الهادي، وفي هذه الأثناء، أجرت بيونغ يانغ في 13 أبريل/نيسان الجاري اختبارا لصاروخ عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب مماثل للصواريخ الروسية من طراز “توبول إم” أو “آر إس 24 يارس”.
بيونغ يانغ على استعداد
ونقلا عن مصادر كورية شمالية، قالت بانينا إن هذا الصاروخ هو النوع الرئيسي من الأسلحة الإستراتيجية التي تستخدمها القوات المسلحة لكوريا الشمالية، وإن الرئيس الكوري الشمالي أعلن أن هذا السلاح سيمكّن بلاده من شن “هجوم نووي مضاد سريع وفعال يكبد الأعداء خسائر ويبث الرعب في نفوسهم حتى يدركوا أخطاءهم”.
وأشار المقال إلى أن إدارة بايدن أعلنت عن خطة لتطوير رأس نووي حراري جديد لصواريخ الغواصات والتخطيط لتحديث الترسانة النووية الأميركية بالكامل، بما في ذلك المصانع والطيران الإستراتيجي والأسطول والصواريخ الأرضية بميزانية لإعادة تسلح تناهز تريليوني دولار، وهو ما يزيد مخاطر اندلاع حرب نووية عالمية.
(الجزيرة نت)