“مخاوف وتساؤلات” بقضية “الشرطي السوري” في اللقلوق.. ماذا كُشف عنه
“مخاوف وتساؤلات” بقضية “الشرطي السوري” في اللقلوق.. ماذا كُشف عنه
أثارت مسألة حصول نازح سوري يقطنُ في اللقلوق على بطاقة “شرطيّ بلدي” ضجّة كبيرة وسط الأجواء المُلتهبة ضدّ وجود النازحين السوريين في لبنان.
خلال الساعات الماضية، انشغلت المنطقة وأطرافها بالمسألة المُثارة، فيما نفت البلدية أن تكون قد منحت السوري عبد الإله العثمان تلك البطاقة، مؤكدة أن “المستند المنتشر عبر مواقع التواصل مُفبركٌ وليس صحيحاً”.
وإزاء ما حصل، تحرّكت وزارة الداخلية للتحقيق في الأمر، لاسيما أنه اقترن بـ”ورقة ثبوتية” أثيرت حولها الكثير من التساؤلات أبرزها: من الذي أصدرها؟ من المسؤول عنها؟ كيف حصل السوري عليها؟ ولماذا لا يوجد عليها أختامٌ رسمية؟
نفيُ البلدية لمسؤوليتها عن تلك البطاقة لا ينفي شهاداتٍ كشفها سُكّان المنطقة لـ“لبنان24” إذ تبين أنّ السوري الذي حمل “المستند” الممهور بـ”لوغو البلدية”، كان فعلياً في عدادِ الشرطة منذ سنوات عديدة، وقد تواجه شخصياً أثناء “الخدمة” مع أبناءٍ من بلدة العاقورة قبل عامين حينما حصلت عملية إقفال للطريق التي تربط المنطقة المذكورة باللقلوق.
كذلك، كشفت معلومات “لبنان24” إنَّ السوري عبد الإله العثمان كان في عديد المرافقين لرئيس البلدية رياض مرعي في أكثر من مناسبة، وقد شوهد معه مراراً وتكراراً داخل مبنى البلدية. أما الأمر الأهم فهو أن بعض مخاتير المنطقة شاهدوا السوري نفسه يتردّد إليهم بصفته “شرطياً بلدياً”، وهو أمرٌ أثير مؤخراً بعدما فُضِح أمر البطاقة.
تقول مصادر “لبنان24” في اللقلوق إنّ أمر البطاقة برز قبل أيامٍ قليلة، وما تبين هو أن شاباً يعلم بأمر صاحبها هو الذي التقط الصورة لها وسربها عبر “مجموعات الواتساب”. هنا، تمكن أحد شبان المنطقة من التعرّف على السوري والتأكيد أنه من عداد الشرطة لأن “وجهه معروفٌ”. في المقابل، تشيرُ معطيات أخرى إلى أن الشاب السوري نفسه كان يعمل “ناطوراً شتوياً” في اللقلوق، ومن الممكن أن يكون مُنح هذه البطاقة لتغطية صفته العملية في حال سُئل عنها.
ووفقاً للمصادر، فإنّ ملف هذا السوري وصل إلى المعنيين في المحافظة والقائمقامية قبل انتشاره عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فقد علم “لبنان24” أنّ رئيس بلدية اللقلوق رياض مرعي أبلغ مقربين منه أنه سيتقدّم بدعوى قضائية ضدّ مجهول لتسريبه صورة البطاقة. هنا، يقول أحد سكان المنطقة لـ“لبنان24” إنه “من المفترض أن يتم الإدعاء على السوري وكل من يظهره التحقيق متورطاً في القضية وليس ضد مجهول كما يقول مرعي”.
مخاوف أمنية
في غضون ذلك، فقد أعرب بعض المتابعين للملف في المنطقة عن مخاوفهم من وجود بطاقات أخرى من نفس النوع، باعتبار أنه يمكن استغلال تلك الأوراق الثبوتية للقيام بأعمال مخلة بالأمن تحت حجّة أن أصحابها هم “شرطة بلدية”.
ولهذا، بدأ المواطنون في اللقلوق والعاقورة بتنبيه بعضهم البعض من حصول خطرٍ أمني عبر أشخاص يحملون بطاقات لـ”شرطة بلدية” غير ممهورة بأختامٍ قانونية، داعين إلى التثبت من هوية أي شخص يحمل مثل ذاك المستند.
مرعي ينفي
وفي إتصالٍ مع “لبنان24” نفى مرعي علم البلدية بهذه البطاقة، مؤكداً أنها تحمل ختم البلدية ولا رقماً تسلسلياً لها. وأضاف: “هذا الشاب السوري عمِل مع البلدية كمياوم في تنظيف الطرقات، وهو موجودٌ أصلاً في البلدة وليس لديه معرفة بالبطاقة حتى”.
وتابع: “الملف المطروح هدفه تشويه سمعتي مرّة جديدة من قبل الخصوم، خصوصاً بعد دعوى أقيمت ضدّي قبل فترة بجرم هدر المال العام، إلا أن النيابة العامة المالية حفظت هذا الملف بعد التحقيقات، وسنحصل على إفادة خطية بذلك”.
وختم: “هذه الحملة ممنهجة وتهدف للنيل مني، ونحنُ أقوياء بالقانون ومستعدون لأي مساءلة على صعيد ملف البطاقة، وما من جهةٍ مسؤولة تمنح أي شخص بطاقة على أنه شرطي بلدية”.
لبنان 24