هل عادت سوريا إلى الجامعة العربية أم إلى لبنان
هل عادت سوريا إلى الجامعة العربية أم إلى لبنان
لم تشكّل استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، أي مفاجأة لأي طرف سياسي في لبنان، كما لم يكن خافياً الدور السعودي المباشر في هذا الإجراء الذي لن يمرّ من دون أية انعكاساتٍ على روزنامة الجامعة وساحات المواجهة في المنطقة، فيما من المتوقع أن يكون لبنان بأزماته واستحقاقاته، معنياً بهذا التطور إنطلاقاً من عوامل وملفات ذات إشكالية كبيرة ما بينه وبين دمشق وقد تكون على القدر نفسه من الأهمية كملف مئات الآلاف من النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، حيث يأتي في المقدمة الملف الرئاسي، الحاضر في الجامعة العربية كما في اليوميات السورية واللقاءات التي تحصل في دمشق في الآونة الأخيرة.
وفي الوقت الذي يتمّ فيه التركيز على الملف السوري ومقاربة حلّ الأزمة بطريقة مختلفة عن السابق، بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية وعودة العرب إلى سوريا، والإعلان عن استئناف البعثة الديبلوماسية السعودية أعمالها في دمشق، يقرأ أكثر من طرف سياسي داخلي، في هذا المشهد المتوقع منذ فترة، بدايةً لعودة سوريا إلى لبنان وذلك بشكلٍ رسمي، وبالطبع بما يتناسب مع التطورات وخصوصاً الإتفاق الإيراني – السعودي.
وعلى الرغم من أن المملكة كما إيران، يصرّان على الإعلان بأن الإستحقاق الرئاسي هو شأن داخلي لبناني، فإن ما يهمّ الأطراف اللبنانية اليوم، أن لا تكون التناقضات السياسية الداخلية، سبباً لتعزيز العودة السورية، علماً أن دمشق لم تكن بعيدة عن الملفات اللبنانية وتفاصيلها.
وفي هذا الإطار، يشير الكاتب والمحلل قاسم قصير، إلى أن السعودية، “هي من قادت، وبالطبع، معركة عودة سوريا إلى الجامعة العربية”، مؤكداً أن هذا الأمر سيعطي لسوريا دوراً إيجابياً في لبنان، كما أنه من الممكن أن يزيد من حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.
ويتحدث المحلل قصير ل”ليبانون ديبايت”، عن تحولات بارزة على مستوى الملف الرئاسي، ولكنه يلفت إلى أنه يأتي على صعيد الموقف السعودي، وذلك من حيث الأهمية، من خلال التأكيد على عدم وجود فيتو على أي مرشّح إلى رئاسة الجمهورية.
ويؤكد المحلل قصير أن هذه المعادلة تنطبق على ترشيح رئيس تيار “المردة”، وبما معناه بأن “السعودية لن تكون ضد انتخاب فرنجية”، ما يشكّل موقفاً إيجابياً تجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله”.
وعن الموقف السوري لجهة العودة إلى لبنان وربما إلى الملف الرئاسي، يكشف قصير عن أن سوريا لن تعود إلى لبنان كما كانت، ولكن في الوقت نفسه يرى أنه “لم يعد هناك من تحفظ على العلاقات بين لبنان وسوريا” متوقعاً أن يكون لسوريا دوراً فاعلاً على الساحة اللبنانية مستقبلاً.
ليبانون ديبايت