اخبار محلية

“مَن لا يملك مرشّحاً… مشروعه التعطيل”

“مَن لا يملك مرشّحاً… مشروعه التعطيل”

يؤشِّر تكرار الحديث عن عامل الوقت والمهل الزمنية، بأن العدّ العكسي قد بدأ وبأن مساحة اللعب في الوقت الضائع رئاسياً، قد بدأت تضيق، بفعل تنامي الضغط الخارجي على الأطراف الداخلية المعنية بالإستحقاق الرئاسي، من أجل الإسراع في انتخاب رئيسٍ للجمهورية، خصوصاً وأن التوافق “الخارجي” قد بات ناجزاً. وعليه، فإن الحراك المكثّف على الساحة الداخلية، يوحي بأن القوى المحلية قد باتت أمام لحظة القرار المنتظر من أجل إنهاء الشغور الرئاسي، وعلى وجه الخصوص المعارضة التي تكثّف اجتماعاتها من أجل الوصول إلى تحديد خيارها الرئاسي.

وفي هذا الإطار، يتحدث المحلِّل تمام نور الدين، ومن باريس ل”ليبانون ديبايت”، عن رسالة وصلت أخيراً إلى بيروت وتتضمّن فكرتين قد تمّ نقلهما لأصحاب الشأن، الذين يعارضون ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الأولى تقضي بمواجهة ترشيح فرنجية في مجلس النواب من خلال مرشّح يتفقون عليه، فيما الفكرة الثانية، تقوم على التفاوض مع فرنجية والإتفاق معه على طبيعة المرحلة المقبلة، في حال لم يكن لدى هؤلاء المعارضين أي مرشح.

وفي المقابل، يشير نور الدين، إلى أن المعارضة تسعى للبحث عن مرشّح قادر على الحصول على العدد نفسه من الأصوات النيابية التي سيحصل عليها فرنجية في أي جلسة انتخاب قد تتمّ الدعوة إليها، وذلك، من أجل إسقاط ترشيح فرنجية وترجيح خيار انتخاب قائد الجيش جوزيف عون.

فمن الطبيعي، وفق نور الدين، أن لا تتدخل فرنسا أو السعودية في الإستحقاق الرئاسي، وأن لا تسمّي شخصيات وتدعمها، وأن تواصل الحديث فقط عن مواصفات مطلوب توافرها في أي مرشّح جدي لرئاسة الجمهورية، ولكن لا يستطيع أي طرف لبناني أن يعلن عن معارضته للمرشح الذي يحظى حتى الساعة على العدد الأكبر من الأصوات، ثم يكتفي بتحديد المواصفات الرئاسية المطلوبة لدى المرشّحين، كما هي حال الأطراف الخارجية، والتي لا تتدخل، من حيث المبدأ، في الإستحقاق وتكتفي بالمراقبة عن بعد. ويستدرك مؤكداً أن “من لا يملك مرشحاً، لا يملك مشروعاً، وبالتالي، فإن مشروعه الوحيد هو التعطيل”.

ويدعو نور الدين، إلى التركيز على مواقف زوار السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، والتي حملت جديداً، وهو الدعوة للإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، والذي يتطابق مع كلام منقول إلى المعارضة ورد أيضاً من بيروت منذ 3 أيام. كذلك يكشف نور الدين، بأن عدم انتخاب رئيس قبل حزيران المقبل، سيؤدي لترحيل الإنتخابات الرئاسية إلى نهاية الصيف، على الرغم من الإستحقاقات الداخلية الداهمة.

وعن المبادرة القطرية، والنتائج التي حققتها، يشير نور الدين، إلى وجود هامش أمام الحراك القطري، إنما يشدد على أن الدوحة تنشط على الخطّ الرئاسي، ولكن تحت العباءة السعودية، وكذلك بالنسبة لأي دولة في “اللقاء الخماسي” تتحرك في هذا الملف، علماً أنه حتى فرنسا، لن تسير بأي مبادرة لا توافق عليها السعودية.

وفي ضوء الحديث عن عامل الوقت، هل من مهل محددة لحصول الإنتخابات الرئاسية؟ عن هذا السؤال يقول نور الدين، إن تحديد مهلة يعني حصول تطورٍ بارز يستدعي حصول الإستحقاق في أسرع وقت، وبناءً على حدثٍ أمني أو اقتصادي، مع العلم أن كل رؤساء الجمهورية في لبنان ومنذ الحرب حتى اليوم، قد انتخبوا في ظل ظروف صعبة وتوترٍ في الشارع.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com