صحافي يبوح بمعلومات خطيرة
صحافي يبوح بمعلومات خطيرة
رأى الكاتب والصحافي في جريدة النهار إبراهيم بيرم أن “لبنان الرسمي بدأ يتعامل مع قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطريقة إستيعابية لإبقائه في لبنان وفي الحاكمية حتى آخر يوم من ولايته، وما قضيته إلاّ صراع فرنسي أميركي، فالولايات المتحدة الأميركية تعمل على حمايته في حين تسعى فرنسا إلى عزله، وذلك منذ ثلاث سنوات يوم أتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ومعه سمير عساف كمرشح للمنصب، بهدف الإمساك بالإقتصاد اللبناني حماية لمصالح فرنسا الإستثمارية في لبنان، وبرأيي سلامة غير مرتكب”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر”، قال بيرم: “السلطة القضائية الفرنسية مُسيّسة، ولكن جلّ ما يمكنها فعله، هو إصدار نشرة للإنتربول، وأنا لا أقول أن سلامة لم يُخطئ في بعض سياساته، ولكن الإنهيار لا يقع على كاهله وحده، فالمسؤولين عن الإنهيار هم ثلاثة: حاكم مصرف لبنان، والمنظومة الحاكمة، والمصارف الجشعة، وبالتالي هذا الرجل قد يكون مسؤولاً عن قسم من نكبة لبنان، ولكن ليس لوحده، وقد يخرج من هذه المعمعة “مثل الشعرة من العجينة”.
وعن المناورة التي قام بها حزب الله في الجنوب، علّق بيرم بالقول: “هذا الإستعراض العسكري هو رسالة للخارج، فبعد إتفاقية الترسيم التي ساهم فيها الحزب بشكل فاعل، والتي صُوِّرت على أنها تطبيع إقتصادي، كان الحزب بحاجة للقول للمجتمع الدولي بأنه باقٍ كمقاوم وبأنه الأقوى”.
وأكد أنه “حتى ولو إعتُبر تصرف حزب الله تحدٍ لإسرائيل إلاّ أن الطرفين غير جاهزان للدخول في مغامرة تشبه مغامرة 2006، فإسرائيل لم تُشفَ بعد من حرب تموز”.
وعن مسألة منع إرتداء المايو النسائي في صيدا، قال بيرم: “صيدا تعكس الإنقسام داخل المجتمع اللبناني حيال قضايا لها علاقة بالقيم والأخلاق والمعتقدات، خاصة في غياب القوة الليبرالية التي كانت موجودة هناك، أي بغياب الحريرية السياسية، وهذا الغياب يشكّل أزمة لدى كل السنة في لبنان، ويشكل صراع على الهوية داخل المدينة، خاصة أن صيدا مدينة إسلامية محافظة “.
وتابع، “ما يجب إستخلاصه من قمة جدّة، هو وجود سياسة سعودية جديدة تهدف إلى تجفيف الصراعات، وهذا يخدم مصلحة لبنان ذلك أن جزءاً من مشاكلنا سببه الصراع السعودي الإيراني، والمطلوب من اللبنانيين الإتفاق فيما بينهم، الأمر المتعذر حالياً خاصة وأن التيار الوطني الحر كان واضحاً بإعلانه عدم السير بمرشحٍ لا يرضى عنه حزب الله”.
وأضاف، “الحوار بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله مستمر، وقد يحتاج لبعض الوقت حتى تكتمل الصورة، وقد يتعهّد التيار بتأمين النصاب، ولكن حتى الآن لم يبلغ مرحلة الموافقة على إنتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والمغريات وتقسيم الحصص لا زال مطروحاً”.
وفي الختام أكّد الصحافي إبراهيم بيرم أن “فرنجية هو الأكثر جدية ويملك كتلة من 55 نائباً مستعدين للتصويت له ويدعمه محور متماسك في مقابل معارضة غير متماسكة ولا تملك مرشحاً وفي حين أن الأطراف الإقليمية تركت الكرة في ملعب اللّبنانيين لإختيار رئيس للجمهورية يخرجهم من الفراغ، يبدو أن هؤلاء وفي ظل الإنقسام الحاصل وعدم تمكن أي فريق منهم من تأمين أكثرية الثلثين لن يتمكنوا من إنجاز الإستحقاق في القريب العاجل”.