مواعيد حزيران الرئاسية… “وهمية”
مواعيد حزيران الرئاسية… “وهمية”
من الواضح أن الإستحقاق الرئاسي سيبقى طويلاً على رصيف الإنتظار على الرغم من كل التوقعات بإنهاء الشغور الرئاسي نتيجة الضغوط الخارجية والأزمات الداخلية. وفي المشهد الواقعي، لا يرى الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف، أن الحديث عن انفراجات على مستوى الملف الرئاسي، دقيق، وذلك على الرغم من أنه يأتي على لسان مسؤولين كبار وقيادات سياسية وحزبية، كما أنه يتوقع أن يكون مصير الرهان “فاشلاً” على المحطات الخارجية والتي كان آخرها القمة العربية، من أجل تحديد مواعيد حاسمة للتسوية الرئاسية.
ومن هنا، يكشف الكاتب بو منصف ل”ليبانون ديبايت” أن ما من جلسة نيابية وشيكة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن مواعيد حزيران “وهمية”، مشيراً إلى أن الرئيس نبيه بري “ربما يمارس ضغطاً من خلال الحديث عن مهلة 15 حزيران، ولكن وبما أن المعارضة لن تؤمن النصاب في حال لم تتفق على مرشح، لن تكون هناك جلسة إنتخابية في ظل الوضع الحالي، وعليه، فإن الوضع مأزوم ولا مؤشرات على حلٍ رئاسي في المدى المنظور.
وعن تأثير القمة العربية في جدة على مستوى الملف الرئاسي، يعتبر بو منصف أن لبنان لم يكن حاضراً وموجوداً في هذه القمة، موضحاً أنه “ربما لو كنا موجودين، كان ذلك سيؤثر على الوضع، مع العلم أنه وللمرة الأولى، لبنان هو خارج أولويات الجامعة العربية، وهذا ما يؤخر الحلول خارجياً، وأمّا في الداخل، ما من وقائع من الممكن الرهان عليها، ولا تستطيع القوى الداخلية إنتخاب رئيس من دون أن يمسك بيدها طرف خارجي”.
وعن أسباب تراجع الإهتمام بلبنان، يقول بومنصف إن الدول العربية قد أصيبت باليأس من اللبنانيين الذين يراكمون الأخطاء والأزمات والإنهيارات ويمتنعون عن الإصلاح وعن تسوية الأزمة الرئاسية، وبالتالي، فإن كل هذه العوامل تخفف من الحماسة الخارجية للتدخل في لبنان.
ويستدرك بومنصف مشيراً إلى أن التحرك الخارجي “لا يأتي إلاّ في حالة واحدة، وهي عندما يواجه البلد وضعاً ما يهدد مصالح الخارج في لبنان كالإستقرار الأمني الداخلي أو الحرب مع إسرائيل أو ملف النازحين السوريين، ولكن حتى الساعة، لم يصل الوضع بعد إلى الخطوط الحمراء”.
وعن مسار الملف الرئاسي، يشدد بومنصف أن الواقع السياسي “على حاله، والمسؤولون مرتاحون، والدولرة تسير بوتيرة متسارعة، ورئيس الحكومة اليوم يدولر مساعدات النازحين ما سيقضي على كل الدولارات، بينما المطلوب القيام بإجراءات وإصلاحات، لكي يشعر المواطن اللبناني أولاً والمجتمع الدولي العربي والدولي ثانياً، بأن هناك ضغطاً باتجاه المعالجات، وهو ما قد يحمّس الخارج لمساعدة لبنان”.
لكن بو منصف يأسف لأن “المعارضة عاجزة عن التفاهم في ما بينها، وما يُسمّى بالممانعة تأخذ البلد إلى المجهول، وكل ما يتمّ طرحه حول الملف الرئاسي أو السياسات الإصلاحية والحديث عن معالجات ومبادرات، هو مجرد تضليل لأن الحقيقة مختلفة وقاسية جداً، وهي أن البلد متروك للإنهيار الذي يتكرّس يوماً بعد يوم، وإذا وصلنا إلى نهاية تموز من دون حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي، فإن الوضع المالي سيعود مجدداً إلى التأزم، فيما القوى الخارجية غير مهتمة أو لا تعتبر أن دور لبنان قد حان، وبالتالي لا يريدون أن يختلفوا في ما بينهم حول الملف اللبناني”.
ليبانون ديبايت