المختارة… أمام حقبة جديدة
يلاحظ ومنذ أسابيع أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي المستقيل وليد جنبلاط، يعيش حالة استياء وقرف لما بلغته الأوضاع في لبنان والمنطقة، ولكن السؤال هل ذلك دفعه إلى الإستقالة، وهو الذي عاش حروباً وتسويات ومحطات مفصلية في البلد؟
هنا، لا يخفى أن التباين بينه وبين نجله رئيس “اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط قائم منذ فترة، لا بل يوم أعيد انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي، كان تيمور جنبلاط بصدد عدم التصويت لبري، لكن ضغوطات “الوالد” وإصراره فاق التصوّر لتمرير هذا الإستحقاق، والحفاظ على الصداقة القديمة بينه وبين بري، ومن ثم كرّت السبحة حيث لم يرغب تيمور ببعض الترشيحات في الإنتخابات النيابية، لكن جنبلاط الأب، إعتبر أنه آخر استحقاق يتدخل به أو يخوضه لاختيار المرشحين، أو قيادة العملية الإنتخابية.
كما لوحظ، ومنذ إطلالة جنبلاط الأخيرة المتلفزة، أنه تحدث عن تيمور مراراً وتكراراً ليقول أنه من يقرِّر، فكان أن استقال من رئاسة الحزب، ولكن هناك دافع آخر، حيث تفاجأ سيد المختارة بحجم التقارب السعودي ـ الإيراني، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ويدرك سلفاً أنه أحرق كل المراكب مع النظام السوري، ولعله يوماً ما سيكون لتيمور دور أو موقف، في إطار هذه العلاقة، فقرّر الإبتعاد عن هذا المشهد الذي شكّل له ألماً واستياءً بالغاً.
أما ماذا عن الجمعية العامة للحزب التقدمي الإشتراكي لانتخاب الرئيس الجديد للحزب ومجلس القيادة، هنا، وذلك ليس تبصيرا أو تنجيماً، فإن تيمور هو من سيتسلّم مقاليد الحزب، وسيكون على رأس مجلس قيادة شاب وفريق عمل سياسي، وبمعنى آخر أن الحرس القديم سيذهب إلى بيته بعدما ترهّل، وحيث يريد تيمور منذ فترة إبعاد البعض عن الحزب، وهو الذي أخذ العبر من الإنتخابات النيابية الأخيرة، وأبدى خشيته من التغيير الذي حصل، واستنكاف الجيل الشاب وغضبه من كل الممارسات التي حصلت، لا بل أن هذا الجيل، ومنهم أبناء محازبين ومناصرين قدامى، لم يقترعوا لمرشحي الحزب ولوائحه، فذلك، ما أدّى إلى “نقزة” عند تيمور، ولهذه الغاية، بدأ منذ ذالك الوقت يطالب بالتغيير والتحديث وبإجراء نفضة في الحزب، وربطاً بالتطورات الأخيرة، استشعر جنبلاط الأب، بأنه حان الوقت للتغيير بقيادة تيمور، وعلى هذه الخلفية فإن مرحلة جديدة قادمة ليس على صعيد الحزب فقط، بل من خلال التحديث والمواقف وتطوير بعض الخيارات السياسية، أي أن المختارة نحو حقبة جديدة ستنطلق في وقت ليس ببعيد.
ليبانون ديبايت
