طبول الحرب تقرع… “حزب الله يستعرض عضلاته في الجنوب”!
طبول الحرب تقرع… “حزب الله يستعرض عضلاته في الجنوب”!
في الوقت الذي يواصل فيه “حزب الله” الإحتفال بذكرى تحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي، تقرع إسرائيل طبول الحرب وتطلق يومياً أكثر من تهديد ل”حزب الله” واللبنانيين، وتتكرر حالات الإستنفار العسكري على الحدود الجنوبية، وتتنامى المخاوف من أية تطورات دراماتيكية مع انطلاق فصل الصيف “الواعد” في أكثر من قطاع سياحي واقتصادي.
لكن قرار الحرب التي يهدد بها بنيامين نتنياهو، لا يبدو أنه في متناول الحكومة الإسرائيلية التي تواجه تحديات وأزمات داخلية، فقرار الحرب أو السلم، هو في يد واشنطن كما يكشف الخبير الإستراتيجي العميد خالد حماده، الذي يؤكد أن نتنياهو يريد الحرب ويهدد لبنان وإيران، ولكن قرار إطلاق النار هو لدى الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن أبرز مثال على ذلك هو حرب تموز 2006، التي فاجأت الجميع حتى “حزب الله” بعدما كان أمينه العام السيد حسن نصرالله، يعلن في حينه أن الصيف في لبنان سيكون هادئاً.
ويشدد العميد حماده لـ”ليبانون ديبايت”، على أن المشهد الجنوبي على حاله وما من قلق أو خشية من أي تدهورٍ أمني على الحدود، موضحاً أن الحزب وإسرائيل يلوّحان بالتصعيد والحرب، ويستعرض الحزب عضلاته في الجنوب، ولكن القرار موجود في مكان آخر، في إيران أو في واشنطن”.
وعليه، يعتبر حماده أن المناورات التي نفذها “حزب الله” في عرمتى، تحمل طابع الرسائل باتجاه الداخل، كما أن تلويح نتنياهو بالحرب هو رسالة باتجاه الداخل الإسرائيلي، خصوصاً وأن الطرفين أمام الأجندة نفسها وهي مواجهة تحديات داخلية من خلال التهويل بالحرب والإكتفاء بقرع الطبول سواء عبر العروضات العسكرية أو عبر مواقف وتصريحات تحاول الخروج من حالة الفراغ السياسي سواء في لبنان أو في المنطقة.
ويضيف حماده أن الحزب يسعى لإيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية ويحاول الخروج من المأزق لكن قرار التصعيد على الحدود يأتي من طهران، وبالمقابل يواجه نتنياهو ضغطاً داخلياً، إنما القرار بشن عملية عسكرية هو لدى واشنطن التي تواجه بدورها أكثر من أزمة في الداخل وفي أوكرانيا، ما يجعل من كلّ ما يسجّل من توتر وحوادث أمنية، مجرد عملية عرض عضلات في الوقت الضائع إقليمياً ودولياً.
وفي هذا السياق، يرى حماده أن الإستعراض العسكري الذي قام به الحزب، يهدف إلى فرض معادلة قوة على اللبنانيين، ومحاولة تكريس واقع أمني وسياسي في لبنان خصوصاً وأن مناورة عرمتى أتت بعد يومين على قمة جدة وهذا لا يعني كذلك أن الحرب وشيكة، فالحرب تحصل بشكلٍ مفاجىء وفي حالةٍ واحدة فقط عندما “تعطي واشنطن الإشارة”.
ليبانون ديبايت