باسيل يناور بأزعور والحزب لن يسكت… ما مصير تفاهم “مار مخايل”
باسيل يناور بأزعور والحزب لن يسكت… ما مصير تفاهم “مار مخايل”
التفاؤل الذي ساد أجواء المرشّح إلى رئاسة الجمهورية سليمان فرنجية في الأسابيع القليلة الماضية، والذي اقترن بالمبادرة الفرنسية ورفع الفيتو السعودي عنه، بدّده توجّه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، إلى طرح إسم جهاد أزعور كمرشّح مواجهة، وهو الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بين عامي 2005 و 2008.
طرح باسيل الملتبس لأزعور، جاء مباشرةً بعد زيارته العاصمة الفرنسية باريس، والتي عاد منها غير راض عن الموقف الفرنسي، الذي بدا وكأنه ما زال متمسّكاً بالمرشّح المدعوم من الثنائي الشيعي، فقرر أن يذهب في ترشيح إسم بديل عن مرشح “حزب الله” من جهة، وفي الوقت ذاته يجنّبه الإحراج الذي سبّبه تلويح حزب “القوات اللبنانية” بترشيح النائب ابراهيم كنعان، الموجود أصلاً على لائحة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ويحظى بتأييد عدد من زملائه في “تكتل لبنان القوي”، من جهة أخرى.
أزعور، الذي يشغل حالياً منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، يواجه معارضةً من قبل عدد من نواب تكتل “التيار الوطني الحر”، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المنظومة السياسية التي يدّعي باسيل مواجهتها، لكونه مرشّح الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان قد واجهه “التيار” ب”الإبراء المستحيل” في فترة سابقة، تحديداً قبل عقد التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس السابق ميشال عون إلى بعبدا قبل ست سنوات ونيف.
وعليه فإن تحرّك باسيل باتجاه القبول بأزعور، وتسليف البطريرك الماروني هذه الورقة، قبل القمة المرتقبة مع الرئيس الفرنسي، لا يعدو عن كونه “مناورة” غير محسوبة العواقب، هكذا وصفها رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الهدف منها إسقاط ترشيح فرنجية بأي ثمن، ولكنها تضعه في مواجهة مباشرة مع “حزب الله”، من شأنها أن تهدد مصير اتفاق “مار مخايل”، وقد تقضي على أي أمل في إبقائه قائماً.
الحزب من جهته، ونقلاً عن مصدر مطلع على أجواء الحزب وقريب من عدد من قيادييه، أكد ل”ليبانون ديبايت”، أنه “سكت طويلاً عن جبران باسيل، نظراً لتاريخ العلاقة الطويل ولعدم رغبته في التفريط بمكوّن مسيحي رئيسي، ولكن أن يذهب بعيدا في مواجهة المرشح الذي يدعمه الحزب، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه”.
وشدد المصدر، على أنه “في السياسة دائماً هناك خط رجعة، ولذلك نصيحة له، أن لا يكسر المجاذيف ويقطع خطوط الرجعة التي لا تزال مفتوحة حتى الان”.
موقف الحزب التحذيري، إن صحّ التعبير، يستند الى قناعة عميقة بأن باسيل لن يقدم على مثل هذه الخطوة التي يرفضها اللاعب المحلي الأقوى، ويطرح مرشّحاً يرفضه “حزب الله”، كما قال النائب آلان عون منذ أيام، لا سيّما أن رئاسة “التيار الوطني” تعلم أن الحزب على علاقة طيبة سياسياً وانتخابياً مع عدد من نواب “التيار”، خاصة أولئك الذين دخلوا إلى المجلس النيابي بفضل أصوات الحزب وناخبيه، وهذا ما يقلق باسيل الذي لا يسيطر بالكامل على قاعة اجتماعات تكتله.
“حزب الله” يراقب بدقة موقفي باسيل وجنبلاط، وأذنه صاغية الى موقف سعودي جديد، بعد رفع الفيتو عن فرنجية، قبل أن يعطي الضوء الأخضر لعقد جلسة نيابية في الخامس عشر من حزيران، وحتى ذلك الحين لا يزال باسيل، لاعباً محورياً في خلط الأوراق، وهو يؤكد لزواره الكثيرين هذه الأيام، لا سيّما أولئك الذين ينتمون إلى فريق حلفاء الحزب، أنه يعرف أين يضع خطواته، وليس قلقاً كثيراً من التداعيات المحتملة، ولو أن عينه، والكلام نقلاً عن أحد زواره البارزين، لا تزال شاخصة إلى الدور القطري في مسألة رفع العقوبات عنه في الولايات المتحدة الأميركية.
ليبانون ديبايت