ماذا أبلغ باسيل النواب على مسمع عون؟!
ماذا أبلغ باسيل النواب على مسمع عون؟!
خالف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كل التوقعات بعدم كسره آخر خيوط العلاقة مع حزب الله، فسار عكس ما يشتهيه الحليف السابق حزب الله ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري ، معلنا في حديث صحافي اتفاقه مع المعارضة على اسم مرشح رئاسي تبين انه جهاد ازعور.
خطوة باسيل استكملت امس ، ولو بحذر وبترو، باجتماع لتكتل «لبنان القوي» . اللافت في الاجتماع كان حضور الرئيس السابق ميشال عون ، في خطوة قرأ فيها البعض «استعانة باسيلية بالجنرال» الذي «يمون» على بعض المعترضين، فيعمل على ضبط الايقاع داخل التيار، لا سيما لدى المنتقدين لخيارات باسيل وسعيهم الى ان يكون المرشح المنافس لرئيس «تيار المردة»، نائبا من «اهل البيت» اي من داخل التكتل.
وفيما ساد تكتم شديد حول مضمون ما تمت مناقشته باجتماع التكتل، علمت «الديار» بان باسيل فاتح الجميع بان من بين الخيارات المطروحة التي تحظى» بتقاطع «عليها اسم جهاد ازعور، بما معناه ان ازعور ليس المرشح الذي يخوض معركته التيار، لكن التيار يسير به ما دام هناك تقاطع مسيحي على اسمه.
وتشير المعلومات الى ان كل نائب ادلى بما لديه، بحيث كان لافتا معارضة البعض لاسم ازعور، فكان الاجتماع عبارة عن «كوكتيل من الأفكار التي تمت مناقشتها، بعدما ابلغ باسيل الحاضرين بالتقاطع مع المعارضة على اسم ازعور.
وقال باسيل بحسب المعلومات ان هذا الخيار مطروح امامنا، وهناك تقاطع عليه فلننتظر ردة فعل الآخرين ، وكيف ستسير الامور وللبحث صلة. ما فهمه المعنيون بانه اشارة ايجابية من باسيل مربوطة بعملية جس نبض لردة فعل الآخرين، والمقصود بها حزب الله والرئيس بري، وما اذا كان سيدعو لجلسة رئاسية.
استخدام باسيل لكلمة «تقاطع» على اسم ازعور وعدم ذكر كلمة تبني ، قرأه مصدر مطلع على جو التيار بانه رسالة بعث بها باسيل لمن كان يشكك في انه لن يسير عكس رغبة حزب الله، وفي الوقت نفسه لم يتبنّ الترشيح بشكل رسمي، حتى ان بيان التكتل تحدث عن «تقاطع» على اسم ازعور.
الاجتماع الذي أُبلغ فيه النواب حول التقاطع مع المعارضة على اسم جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية كان متوقعا، كما انه كان منسقا مع بكركي، اذ ان المعلومات تشير الى ان باسيل كان وضع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل مغاردته الى الفاتيكان وباريس بجو اتفاقه مع المعارضة على اسم جهاد ازعور، ما دفع غبطته الى السفر مطمئنا «بغلّة مسيحية وازنة رئاسيا»، شكلت الطبق الاساس في لقائه مع الرئيس الفرنسي في الاليزيه امس.
وفي هذا السياق ، تكشف المعلومات ان الوسيط بين التيار والمعارضة هو رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، الذي كان ابلغ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ليل الاثنين بان باسيل سيعلن اشارات ايجابية الثلاثاء، على ان يرسل في الساعات المقبلة ممثلا عنه لاجتماعات متلاحقة ستعقدها المعارضة.
اصرار المعارضة ومعها التيار على الخروج بموقف موحد رئاسيا يزوّدان به البطريرك الراعي قبيل سفره الى الخارج، أثمر حتى اللحظة، لكن ماذا بعد؟ هل يكفي ان يتوحد الفرقاء المسيحيون بوجه «الثنائي الشيعي» رفضا لمرشحه سليمان فرنجية؟ ماذا عن بيضة القبان الجنبلاطية، كما تكتل «الاعتدال الوطني»؟ وهل كل ما يحصل لن يعدو في نهاية المطاف الا حرقا لاسم ازعور على الحلبة الرئاسية؟ واي موقف سيكون عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كانت كل اجوائه تشير الى انه مستعد للدعوة لجلسة انتخابية فور اعلان المعارضة عن اسم مرشحها؟ فهل يفعلها بري؟
مصادر موثوق بها تفيد في هذا السياق، بان بري محرج تجاه ما يحصل، إذ يصعب عليه تحديد جلسىة لانتخاب الرئيس لا يكون فيها فرنجية ضامنا لل65 صوتا، كما انه في المقابل ملزم تجاه ما قاله لجهة دعوته المعارضة للاتفاق على اسم على أن يدعو بعدها لجلسة، وعليه تكشف المصادر عن محاولات تجري من قبل فريق 8 آذار للضغط على المرشح جهاد ازعور كي يعلن موقفا بالا يكون مرشح مواجهة ضد اي فريق، الا ان هذه المحاولات لم تتكلل بعد بالنجاح، الا اذا كانت الساعات المقبلة ستشهد موقفا واضحا من ازعور.
بالانتظار ، يبدو ان الاتجاه هو لعدم اقدام بري على الدعوة لجلسة انتخابية قريبا ، فالمعلومات تفيد بان بري سيتريث الى حين بروز «خلطة رئاسية جديدة «.
بكل الاحوال، تبقى العين على المختارة ، فاي موقف سيتخذه زعيمها الحليف التاريخي لبري، واول من كان طرح جهاد ازعور من بين اسماء اخرى كحل للتوافق حولها. مصادر «اشتراكية» تشير الى أن موقف «الاشتراكي» لم يتبدل وهو واضح، اذ قال منذ البداية انه لا يجوز فرض رئيس على المسيحيين او تجاوز موقفهم، كما ان هذا الاستحقاق هو وطني ولا بد أيضا من مد الجسور مع الاطراف الاخرى للوصول الى تسوية توافقية.
وعليه، وفيما كشفت المصادر الاشتراكية عن ان جنبلاط يفضل التروي وعدم الذهاب الى خيار يكون تحديا لاي فريق، اشار بعض اوساط المعارضة الى ان جنبلاط ابلغ المعارضة بانه في حال حصول توافق مسيحي عريض على اسم مرشح ما، فهو لن يكون بعيدا عن هذا التوافق. علما ان مطلعين على جو «الثنائي الشيعي» يستبعدون ان يذهب جنبلاط باتجاه التصويت لازعور.
اما تكتل «الاعتدال الوطني» الذي يقف هو بدوره متريثا مترقبا، فيعلق أحد اعضائه لـ «الديار» بالقول: «نحن مع الغموض البناء والحياد الايجابي» ويضيف : «ننتظر لتنجلي الصورة، واذا اتفقت المعارضة على اسم جهاد ازعور فنحن حتى الساعة لم يتواصل معنا ازعور.
على اي حال فالترقب هو سيد الموقف، علما ان الاجواء كلها تشير الى ان اي مرشح سواء كان فرنجية او ازعور سيكون حتى اللحظة عاجزا عن تأمين ال65 صوتا، الا اذا ضمن اصوات «الاشتراكي» ومعه «الاعتدال الوطني» ، وهذا مستبعد. فهل يكون جهاد ازعور كميشال معوض 2 فيتم احراق اسمه؟ او سيكون له موقف واضح بالساعات المقبلة يقلب المعادلة كلها؟
وسط ما يحصل على خط المعارضة من جهة، و «الثنائي الشيعي» من جهة اخرى، لا يمكن المرور مرور الكرام عما شهدته الساعات الماضية من عملية خطف لمواطن سعودي على الاراضي اللبنانية واعلان عن تحريره من قبل الجيش اللبناني.
اللافت، ان اعلان التحرير اتى على لسان قائد الجيش جوزيف عون، ما قرأ فيه كثر رسالة سياسية ، لا سيما ان السفير السعودي وليد البخاري كان حط في اليرزة قبل ساعات وفور عودته من الرياض. فهل يكون جوزيف عون المرشح الجدي الثالث الذي سيطيح فرنجية وازعور معا، فيشكل «حل التسوية» بموافقة ورعاية اقليمية؟
جويل بو يونس – الديار