هل سيُنتخب جهاد أزعور الأربعاء المقبل
هل سيُنتخب جهاد أزعور الأربعاء المقبل
تُطرح عدّة أسئلة عن جلسة الإنتخاب الرئاسيّة الجديدة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الرابع عشر من حزيران، ولعلّ أبرزها هل سيُؤمّن النصاب للجولة الثانيّة التي ستحسم المعركة بين مرشّح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور، ورئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة؟ وهل سيُصوّت “الثنائيّ الشيعيّ” لمرشّحه، أمّ سيقترع بالأوراق البيضاء، إيماناً منه من أنّ الإجماع والتوافق لم يتحقّقا بعد؟
ويبدو أنّ اتّفاق المسيحيين في ما بينهم على أزعور هو الحدث الأساس في جلسة الإنتخاب المقبلة، إذ أنّ معظم نواب “التيّار الوطنيّ الحرّ” سيُدلون بأصواتهم لأوّل مرّة لأحد المرشّحين. لكن المشكلة التي تُواجه المعارضة والنائب جبران باسيل، هي عدم إلتفاف جميع النواب على دعم ترشّيح أزعور، فظهر إلى العلن الخلاف ضمن تكتّل “لبنان القويّ”، فالبعض من نواب هذه الكتلة لا يُوافقون رئيسها على الإقتراع لشخصيّة لا تمتّ بصلة إلى مشروع “التيّار” السياسيّ. أمّا في خندق كتلة “التغييريين”، فهناك إنقسام أيضاً بين بعض النواب الذين لم يقتنعوا بأزعور، ويُنتظر أنّ يترجم هذا الإنقسام في صندق الإقتراع في الجولة الأولى نهار الأربعاء المقبل.
وبينما يرى مراقبون أنّ أزعور لا تزال تنقصه الأصوات ولم يصل بعد إلى الـ65، قام برّي بالدعوة لجلسة الإنتخاب، لأنّه و”حزب الله” يظنّان أنّ مرشّح المعارضة سيكون مصيره كما رئيس “حركة الإستقلال” النائب ميشال معوّض. ويعتبر المراقبون أنّه بهذه الطريقة، سيُؤكّد برّي مُجدّداً أنّه من دون التوافق لا يُمكن إنتخاب الرئيس.
ويوضح المراقبون أنّ جلسة الأربعاء لا تعني أنّ انتخاب الرئيس قد اقترب، ولا تعني أنّ برّي و”حزب الله” قدّما تنازلاً للمعارضة بتسهيل إيصال أزعور، لا بل بالعكس، فإنّ هدف “الثنائيّ الشيعيّ” تصوير أنّ الإنقسام لا يزال موجوداً بين نواب “المعارضة”، وهي لا تستطيع إنتخاب أيّ من مرشّحيها من دون نواب فريق الثامن من آذار.
إلى ذلك، يقول المراقبون إنّ نواب “الوفاء للمقاومة” و”التنميّة والتحرير” سيُطيّرون النصاب بعد الجولة الأولى، وستكون الجلسة المقبلة كسابقاتها، فـ”الثنائيّ الشيعيّ” رفض دعم أزعور، واعتبره سريعاً أنّه مرشّح تحديّ، ما يعني حكماً أنّه لن يُؤمّن ظروف إنتخابه، وأصلاً يُعارض وصول أيّ رئيسٍ لا يُؤمّن الغطاء المسيحيّ للمقاومة وسلاحها في البيئة المسيحيّة.
وعن السبب الذي دفع برّي إلى الدعوة لجلسة الإنتخاب بعد توصّل معظم نواب المعارضة إلى التوافق على إسم أزعور، يرى المراقبون أنّ رئيس مجلس النواب يرفض أنّ يظهر للخارج الذي يُهدّد المعرقلين بالعقوبات، بأّنه يحتجز وفريقه الإستحقاق الرئاسيّ. ومن خلال عدم قدرة المعارضة على انتخاب أزعور من جولة الإنتخاب الأولى، يُريد برّي أنّ يقول لدول القرار إنّ مُرشّحي أزعور عاجزون عن إيصاله إلى بعبدا، وفي الوقت عينه، يُريدون إقصاء “الثنائيّ الشيعيّ” من المعادلة الرئاسيّة، ما يمنع إنتخاب الرئيس بسبب التفردّ بالترشّيح وعدم التوافق، ويُطيل الفراغ.
وعلى ما يبدو، فإنّ الأزمة الرئاسيّة لن يُكتب لها الحلّ بعد أسبوعٍ من الآن، إذ أنّ المعارضة لم تتواصل مع عين التينة وحارة حريك بشأن ترشّيح أزعور، فجاء رفض إنتخابه حتّى قبل ترشّيحه من قبل “الثنائيّ الشيعيّ” الذي لا يزال يصرّ على الحوار، ويُقدّم سليمان فرنجيّة على أنّه المرشّح التوافقيّ الوحيد.
وتعتبر أوساط سياسيّة ممانعة أنّ ترشّيح أزعور ربما أدخل البلاد في خلافٍ سياسيٍّ كبيرٍ، لأنّ تسميته أتت من فريق واحدٍ، وداعموه يُريدون كسر هيمنة “حزب الله” على القرار السياسيّ اللبنانيّ من خلال إيصاله، بحسب قولهم، ما وضع شكوكاً حول برنامجه الرئاسيّ، وكيفية تعاطيه مع بقية الأفرقاء في الوطن. وتُضيف الأوساط أنّ أيّ مرشّحٍ تحديٍّ لا يُمكن إنتخابه أو تسهيل وصوله، لأنّ ما يُهمّ في الفترة الحاليّة هو إنشاء فريق عمل سياسيّ متجانس، لمعالجة المشاكل الإقتصاديّة والماليّة التي أتعبت المواطنين منذ العام 2019.
لبنان 24