كارثة إنسانية … شقيقتان تموتان جوعا بمنزلهما
كارثة إنسانية … شقيقتان تموتان جوعا بمنزلهما
تفرغت زبرفينت يقفيان، وهي سودانية من أصول ارمنية؛ لأكثر من 5 سنوات لرعاية شقيقتها زفيار المريضة تاركة وظيفتها المرموقة في السفارة الأميركية في الخرطوم؛ لكن الشقيقتان وجدتا ميتتان جوعا السبت في منزلهما في أحد الأحياء الراقية بوسط العاصمة السودانية الخرطوم بعد أن حاصرهن القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع لنحو 55 يوما.
ووفقا لأحد سكان المنطقة فإن الشقيقتين واجهتا صعوبة كبيرة في الخروج من المنزل بعد أن نفدت عندهما مياه الشرب والمواد الغذائية مما أدى إلى وفاتهن بهذه الطريقة المأساوية.
البحث عن الأمان
وفي الواقع؛ عاشت مناطق وسط الخرطوم القريبة من مناطق الاشتباك حول المطار والقيادة العامة للجيش وعدد من المواقع الحيوية الأخرى أوضاعا إنسانية خطيرة.
وفي حين تمكن عشرات الآلاف من سكان تلك المناطق من الخروج إلى مناطق أخرى أكثر أمانا، فإن المئات واجهوا صعوبات كبيرة في ترك بيوتهم في ظل التردي الشديد للأوضاع الأمنية.
وتحولت معظم تلك الأحياء إلى مدن أشباح بعد أن هجرها نحو 95 في المئة من سكانها؛ لكن بقية من بقوا في بيوتهم تعرضوا لمآس إنسانية غير مسبوقة؛ حيث مات بعضهم ولم يجد من يدفنه وظل البعض تحت الأنقاض لأيام حتى فاحت رائحة جثامينهم.
ففي الشهر الماضي، تفاجأ حراس إحدى البنايات في منطقة العمارات بانبعاث رائحة من مبنى مجاور ليكتشفوا أنها لجثمان الطبيبة مجدولين، إحدى أشهر استشاري التخدير في السودان، والتي ظلت لأكثر من 3 أيام تحت الأنفاض بعد تعرض منزلها للقصف.
ويعبر رجل الأعمال خالد صالح، وهو من قدامى سكان الحي، عن الصدمة الكبيرة التي ألمت به وبجيرانه؛ ويقول لموقع سكاي نيوز عربية: “لم نتوقع مثل هذا المصير المأساوي فقد اضطررنا تحت ضغط القصف العنيف وزخات الرصاص المتواصلة إلى ترك بيوتنا التي عشنا فيها طفولتنا وشبابنا”.
ويضيف “حتى جيراننا الذين لقوا حتفهم لم نتمكن من تشييع جثامينهم”.
ويشير صالح إلى أن الأحياء القريبة من قيادة الجيش والمطار والمناطق العسكرية أصبحت من أخطر المناطق التي يمكن أن يعيش فيها الناس في ظل الحرب الحالية.
ولليوم الخامس والخمسين على التوالي ظلت معظم أحياء وسط الخرطوم بلا ماء ولا كهرباء؛ وتكاد تخلو تماما من الحركة في ظل حالة من الرعب والخوف الشديد في تلك الأحياء التي كانت قبل الحرب من أكثر مناطق العاصمة السودانية حيوية حيث اعتبر مقرا لأكثر من 80 في المئة من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في البلاد.