هذا ما ينتظره بري لتحديد الجلسة المقبلة
| أما وقد باتت جلسة الأربعاء النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية كما سابقاتها دون التوصل لانتخاب الرئيس العتيد، فإن المعلومات التي ينقلها البعض عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مفادها أنه بعد البيان الذي أعلنه إثر انتهاء الجلسة ليس كما قبله، بمعنى أن بري لا يريد جلسات كما كانت الحال في الماضي بعد الجلسات الـ11، فإما أن يتم التوافق على المرشح الذي سماه “الثنائي الشيعي” أي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أو أن يكون لدى الطرف الآخر مرشح من خارج سياق التحدي، وبالطريقة التي تمّت فيها التقاطعات، التي، ووفق أوساط عين التينة، إنما هدفت إلى إسقاط ترشيح فرنجية، وليس لأي معطى آخر، فيما الفريق الآخر الذي رشّح الوزير الأسبق جهاد أزعور، تؤكد أوساط قريبة منه، أنهم مستمرون في ترشيح أزعور دون سواه، وليس هناك أي خيار آخر، ولكن، وبعد بيان الرئيس بري الذي كان جاهزاً عشية لقائه السفيرة الفرنسية آن غريو، فإنه أدرك أن قطار التسوية انطلق من باريس من خلال لقاء الأمس بين الرئيس إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحيث لبنان كان محوراً أساسياً في مباحثاتهما بحسب ما أُعلِن بالأمس. من هذا المنطلق، فإن المعلومات، تشير إلى أن الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لو دريان، أرجأ زيارته التي كانت مرتقبة بعد انتهاء جلسة الأربعاء الفائت، إلى ما بعد حصول لقاء ماكرون – بن سلمان، إذ سيحمل لودريان معه خلاصة ما جرى بينهما حول الملف اللبناني، والذي سيكون في غاية الأهمية، على اعتبار أن كلاً من باريس والرياض معنيان أساسيان في الشأن اللبناني والاستحقاق الرئاسي، إضافة إلى أن الرئيس بري لن يحدّد الجلسة المقبلة، إلا بعد لقائه لودريان ليطلع منه على ما جرى بين الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي، وعندها يبني على الشيء مقتضاه، فإما سيقوم بتحديد جلسة لانتخاب الرئيس، أو التمهّل لاستكمال الموفد الفرنسي للقاءاته واتصالاته، في حال كان هناك من معطيات تدل على تطورات أو حلول ما نتجت بفعل لقاء الإيليزيه. لذلك، تابعت المعلومات نفسها، فإن الأمور متروكة لبلورة ما في جعبة الموفد الفرنسي، وأيضاً قد يكون هناك اجتماع للقاء الخماسي نتيجة التصوّر الذي قد يكون نتج عن لقاء ماكرون ـ بن سلمان، ولهذه الغاية ستبقى الساحة اللبنانية عرضة للتجاذبات والاستنتاجات، وفي الوقت عينه، ترقّب ما سيأتي به لودريان نظراً لأهمية اللقاء الفرنسي ـ السعودي، وعلى هذا المستوى، ما يعني أنه ليس هناك من أي تطورات داخلية، إنما ستبقى الأمور تدور في الحلقة المفرغة بين الطرفين المتنازعين، إلى أن تأتي الظروف المؤاتية للتسوية المنتظرة، على اعتبار، كما ينقل أحد المطلعين على موقف رئيس المجلس النيابي، بأن بري صاغ بيانه بأسلوب يحمل الكثير من الدلالات والقراءات، على الرغم من حماوة جلسة الأربعاء، وكل ما تعرّض له من حملات، ولا سيما بعد فقدان الصوت الـ128 في الجلسة الأخيرة، ولذا، فإن نهاية الأسبوع الحالي قد تكون بداية أو مؤشراً لمعرفة بوصلة الاستحقاق الرئاسي، بمعنى هل ستبقى المساجلات والحملات في الداخل على ما هي عليه لتقطيع هذه المرحلة؟ أم أن لقاء العاصمة الفرنسية بين ماكرون وبن عزيز قد ينجح في وضع أسس الحل، والتي سيحملها لودريان معه إلى بيروت. |
ليبانون ديبايت
