خطوة “مرتقبة” لـ تيمور
خطوة “مرتقبة” لـ تيمور
أيام قليلة تفصل عن المؤتمر العام للحزب التقدمي الإشتراكي الذي بدأ منذ فترة اجتماعات داخلية تحضيراً له، والذي سيشهد على إنتخابات لا يكون فيها رئيس الحزب السابق وليد جنبلاط مرشحاً بعد تقديم استقالته والدعوة إلى إنتخابات، ترشّح بالطبع إليها نجله تيمور الذي على ما يبدو سيكمل مشوار والده أن داخل الحزب أو في الحياة السياسية البرلمانية والحكومية.
ويعقد الحزب التقدمي الإشتراكي مؤتمره العام في عين زحلتا الأحد المقبل لإنتخاب رئيس جديد ونواب له, بالإضافة إلى أمين سرٍ عام, ومجلس قيادة.
في هذا الإطار يرى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “الجمعية العامة للحزب التقدمي الإشتراكي والتي ستنتخب رئيساً جديداً للحزب هو الثالث بعد كمال جنبلاط ووليد جنبلاط, ولكن هذه المعركة الرئاسية لن تكون إنزال نورماندي ومعركة واترلو أو حامية الوطيس, بل بات جليّاً ان تيمور جنبلاط هو الرئيس الثالث للحزب التقدمي دون أي منافس, وذلك على الطريقة اللبنانية في ظل التوريث السياسي والنيابي والحزبي”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, يعتبر العريضي ان “اهمية هذه الإنتخابات أنها تنهي حقبة مفصلية لـ وليد جنبلاط الذي تسلّم رئاسة الحزب بعد اغتيال والده ودخل حقبات ومراحل ومحطات على الدم في ظل الحروب التي شهدها البلد آنذاك من حرب الجبل والإجتياح الإسرائيلي, وحروب الزواريب في العاصمة, و6 شباط, والمرابطون وسواهما إلى السابع من أيار”.
ويضيف, “لذلك أن الأجواء تؤكّد بأن تيمور يسعى من أجل أن يكون لديه فريق شبابي يكون إلى جانبه بحيث له نظرته المغايرة عن والده, وخلافاً لما يقال بأن هناك تماسكاً وسوى ذلك, فذلك أمر صحيح حيال الثوابت والمسلّمات الأساسية, إنّما إزاء الإستحقاقات الدستورية لم يكن هناك اي توافق بين الطرفين”.
ويتابع, “لذا تيمور سعيّن وفق نظام داخلي للحزب قياديين جدد في مجلس قيادة الحزب, وستجري الإنتخابات على أعضاء آخرين, ولكن يستدل أن تيمور سيكون له نهجه ودروه وحضوره, كونه يدرك أن الإنتخابات النيابية الأخيرة أثبتت إفلاس العمل الحزبي كما سائر الأحزاب التي ترحّلت وشاخت بعدما عاتت في السلطة فساداً وهدراً وارتكابات”.
ويستكمل, “تيمور قد يتّجه إلى تلبية رغبة الشباب من خلال نفضة شاملة بأن يكون هناك عمل حزبي يجسّد طموحات ومبادئ المؤسس وإلا ثمّة صعوبة في ان يقلّع بعدما تراجعت الأحزاب وانقلبت على شعاراتها وذلك يظهر بوضوح تام في كل الإستحقاقات والمناسبات”.
ويكشف عن أن “وليد جنبلاط سيلقي كلمة في الجمعية العامة, يتناول خلالها كل المحطات السابقة في إطار تقييمي شامل وتطلّعات المستقبل ويسلّم راية الحزب إلى نجله تيمور, على أن يبقى حاضراً على المستوى السياسي والوطني بما يسمى الزعامة, لذلك انتخابات الحزب التقدمي تصبّ في إطار تجديد دم الحزب وتأتي أيضا في سياق التوريث السياسي, وهذه مسألة لا تحتاج إلى أي اجتهادات, ولكن في الوقت عينه أن كل ما جرى في الفترة المنصرمة بات يتطلّب من الأحزاب إعادة تجديد دورها وحضورها تماشياً من المتغيرات والتحولات التي حصلت في الآونة الأخيرة وخصوصا على مستوى ما موصل إليه البلد من انهيار إقتصادي وإجتماعي على كافة الأصعدة”.
ويسأل العريضي, في الختام: “هل سيأخذ تيمور بعين الإعتبار أن هناك شريحة واسعة من المحازبين والمناصرين من أبناء الجبل تقول لا للواقع الحالي في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وكثرة المحرومين أن يصحّح المسار, لا سيّما أن ذلك برز التعبير عنه في الإنتخابات النيابية الأخيرة ولاحقاً في البلدية, وكل الإستحقاقات التي ستحصل مستقبلاً”.