هل تعانون من الخجل … اليكم هذا الخبر
هل تعانون من الخجل … اليكم هذا الخبر
يضع الإنسان الخجول نفسه دائما في دائرة الخوف كونه يعاني من تدني احترام الذات، ويخشى النقاش ويمتنع عن عرض أفكاره أمام الآخرين حتى لو كانت جيدة، خوفا من الاستهزاء به.
وقد يكون من الصعب على الخجول مقابلة أشخاص وتكوين صداقات، وقد يمنعه الشعور بالخجل أو التوتر الشديد أو عدم الارتياح تجاه الأشخاص الجدد من إعادة المحاولة مرة أخرى.
فكيف يستطيع هذا الشخص الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، واستبدالها بالمشاركة في الأحداث الاجتماعية والأندية والأنشطة في المجتمع، كوسيلة للتخلص من الخجل وتكوين صداقات جديدة؟
طبيعي أم مرضي؟
يقول المستشار الأسري والنفسي الدكتور أحمد سريوي “هناك نوعان من الانطواء في الشخصية: الأول طبيعي يتعلق بطبيعة الإنسان الفطرية، والآخر مرضي يكون فيه الإنسان منطويا على نفسه وليس منعزلا بطبيعته”.
والشخص الخجول طبيعيا له عدد قليل من الأصدقاء، يشاركهم تفاصيل حياته، ويفضل الأنشطة الفردية ويكون غير منفتح على الآخرين، لكنه إذا وُجد في اجتماع مع عدد من الأشخاص، فإنه لن يواجه مشكلة في التواصل معهم والتحدث إليهم. والنوع الآخر هو الانطواء نتيجة الخجل الاجتماعي، أو ما يُسمى الرهاب الاجتماعي. هنا، “نجد انعزاليته عن الناس بسبب مخاوف مبالغ فيها في قدرته على التواصل مع الآخرين”، وفق سريوي.
ويوضح أن النوع الأخير يجد صعوبة في التعامل مع الناس والإقبال عليهم، إذ إن خجله يمنعه من حضور المناسبات أو المشاركة في التجمعات، كما يجعله غير قادر على بناء صداقات جديدة.
والحل -حسب سريوي- يكون إما أن يعتمد على أصدقائه المقرّبين في تقديمه لأصدقاء جدد، أو بالحل الجذري من خلال الخضوع لعدد من جلسات العلاج النفسي غير الدوائي، باستخدام تقنية العلاج المعرفي السلوكي.
التغيير وكسر الحواجز
تقول المستشارة الأسرية ومدربة المهارات الحياتية مها بنورة “كون الشخص خجولا لا يمنعه من تكوين الصدقات أبدا، وقد تكون لديه صفة إيجابية في انتقاء الأصدقاء الحقيقيين”.
وتعزو بنورة عدم قدرة الفرد على تكوين الصداقات إلى شخصيته ومهارات التواصل الاجتماعي والبيئة التي نشأ فيها. “هنا، على الشخص أن يكون واعيا تماما بأنه يستطيع تغيير شخصيته وتطويرها، حتى يكون قادرا على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية على مستوى الأصدقاء والعمل”.
وتنصح الشخص الخجول بالعمل على تغيير نظام حياته، بمعنى تقسيم أوقاته ووضع أنشطة مختلفة للمشاركة فيها، كالذهاب إلى الأندية الرياضية وتعلم السباحة، وكرة القدم، والجمباز، واليوغا، والكراتيه، أو تعلم الموسيقى والرسم.
وتضيف بنورة “على الفرد أن يسبر أعماق نفسه ويتعرف عليها جيدًا، ويبدأ التغيير وكسر الحواجز عندما يشارك في الأنشطة الاجتماعية والتعامل مع أشخاص لا يعرفهم”.
وتشير إلى أن هناك أشخاصا يلجؤون إلى متخصص اجتماعي للمساعدة في تطوير علاقاته ومهارات التواصل الاجتماعي لديه، مما يساعده في كسر الحواجز النفسية خلال وقت قصير.
وتقول “إذا كنت من هؤلاء الأشخاص فلا تتردد وكن على يقين بأن كل شيء قابل للتغيير، وإن كنت في سن الرشد فالعمر لا يمنعك من التغيير والتطوّر”.
كيفية تكوين صداقات
حسب موقع “سوشيال سيلف” (socialself)، فثمة مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها تكوين صداقات، حتى وإن كنت شخصا خجولا، وهي:
كن ودودا: من خلال الابتسامة والود والترحيب بالناس بحرارة يمكنك أن تترك انطباعا أوليا جيدا لدى الآخرين، وعندما يقترب هؤلاء منك يشعرون براحة أكبر، ولن تضطر إلى التفكير في بدء محادثات جديدة معهم، إذ سيبادرون هم إلى التقرّب منك.
الخروج إلى الأماكن العامة: يكاد يكون من المستحيل تكوين صداقات جديدة إذا لم تغادر المنزل؛ لذا فإن تمضية مزيد من الوقت في الأماكن العامة يعد خطوة مهمة لتكوين صداقات جديدة.
استمع إلى الشخص الآخر: يعاني كثير من الأشخاص الخجولين من التحدث أكثر من الاستماع. إذا كان هذا صحيحا بالنسبة إليك، فقد يساعدك التركيز على ما يقوله الشخص الآخر في التعرف عليه بشكل أفضل وفي خفض مستويات القلق والعصبية لديك، مما يسهل عليك التفاعل الطبيعي والممتع.
مارس مهاراتك الاجتماعية: يعاني أشخاص كُثر ممن يصفون أنفسهم بأنهم خجولون أو انطوائيون أو قلقون اجتماعيا من ضعف مهاراتهم الاجتماعية؛ لذا إن كنت من هؤلاء فعليك بناء مهاراتك الاجتماعية وتقويتها وتحسينها، والممارسة المتكرّرة هي أفضل طريقة للقيام بذلك.
(الجزيرة)