المعركة الرئاسية تحت مجهر الاختبارات السياسية!
المعركة الرئاسية تحت مجهر الاختبارات السياسية!
بات شبه محسوم أن التسوية الرئاسية في لبنان رُحّلت الى أجل غير مسمّى، فبغضّ النظر عن الحراك الدولي والاقليمي الحاصل إلا أنه من الواضح أن وقت حصول التقاطعات الكاملة لم يَحِن بعد وأن نضوج التسوية سيستمرّ في مربّع الترقّب بانتظار الحلّ المنشود.
ولعلّ كلا الفريقين الأساسيين يعتبر أن حظوظه في إيصال مرشّحه الرئاسي أعلى من الاخر، لكن هذه الحظوظ وبمعزل عن مدى واقعيتها تمرّ بعدّة اختبارات رئيسية لا يمكن تجاوزها؛
الاختبار الأولّ الذي تمرّ به قوى المعارضة هو كيفية تجاوز “حزب الله”، هذه القوّة الأساسية التي يصعب تخطّيها في أي تسوية إقليمية، فكيف هو الحال بتسوية داخلية؟ والتحدّي الثاني هو كيفية تجاهل الميثاقية الشيعية في ظلّ تكتّل ثنائي “حركة أمل” و”حزب الله” وعدم خروج أي نائب شيعي من كنفهما. أما التحدّي الأكبر الذي يعرقل وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة فهو عدم وجود غطاء مسيحي جدّي له، وبالرغم من حصوله على أصوات نحو 14 نائباً مسيحياً خلال الجلسة الأخيرة مع ما يمثّل هؤلاء من شعبية مسيحية إلا أن القطبين المسيحيين الأساسيين لا يزالان يعارضان بشدّة وصوله الى بعبدا.
من هُنا يطرح السؤال التالي؛ كيف ستتخطّى “قوى الثامن من آذار” ومؤيدو فرنجية هذا التحدّي، ففي الوقت الذي يبدو فيه من الصعب قيام “التيار الوطني الحُرّ” بخطوة كبرى والذهاب باتجاه تأمين النصاب الدستوري لجلسة انتخاب فرنجية أو التصويت له، يصبح خيار انقلاب “القوات اللبنانية” على مواقفها هو الهاجس المطروح في الأوساط السياسية المعارضة.
ووفق مصادر مطّلعة، فإن تأمين “القوات” الغطاء لفرنجية سواء باكتمال النّصاب أو بالتصويت له ليس أمراً بسيطاً على الإطلاق ولا يمكن أن يحصل إلا في حال بات إيصال فرنجية معركة سياسية سعودية مباشرة غير محصورة بمجرّد فكرة رفع الڤيتو عنه، الأمر الذي من شأنه أن يسبّب حتماّ خسارة كبيرة “للقوات”. الخسارة القواتية الاولى هي سياسية، حيث أنها ستظهر مهزومة أمام الخطاب السياسي لـ”التيار الوطني الحر” الذي سيظهّر باستمرار تنازل “القوات” عن مبادئها وشقّ وحدة الصّف المسيحية والسماح للقوى الأخرى باختراق الساحة المسيحية من خلال فرض مرشحها. أما الخسارة الثانية فستكون أمام “حزب الله” الذي سيُثبتُ أمام الرأي العام المسيحي وبين الشخصيات والزعامات المسيحية الطامحة لأي منصب بأن الموقع المسيحي الأول في لبنان يمرّ عبر حارة حريك، ما يُعتبر طبعاً خسارة استراتيجية مدوية!
لبنان 24