المسيحيون يخسرون مواقعهم… الانتخابات لن تحصل إلاّ في حالتين!
المسيحيون يخسرون مواقعهم… الانتخابات لن تحصل إلاّ في حالتين!
لا تزال تطغى على المشهد الداخلي، ترددات الزيارة الاستطلاعية الأولى للموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان جان إيف لودريان، الذي سيحاول إيجاد حل لمعضلة الفراغ الرئاسي في زيارات لاحقة، لأن “الوضع لا يتحمل الانتظار، ولا يعمل لصالح لبنان”. والسؤال المطروح بانتظار الزيارة الثانية يتناول حظوظ نجاح أو فشل مهمة لودريان “المستحيلة”.
الكاتب والمحلل السياسي في باريس تمام نور الدين تحدث ل”ليبانون ديبايت” عن أنه من المبكر الحديث اليوم عن مصير مهمة لودريان، وكشف أن “الحكاية طويلة”، وبأن لودريان سيزور لبنان أكثر من مرة، وسيأتي في الشهر المقبل والذي بعده وبعده… من أجل إقناع القوى السياسية بانتخاب رئيسٍ للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وذلك تحاشياً لأية تداعيات سلبية على الوضع العام.
وعن المبادرة الفرنسية الرئاسية وتأثير الأصداء التي نقلها ماكرون إلى الإليزيه، جزم نور الدين بأن المبادرة الفرنسية ما زالت على صيغتها السابقة، ولم تتغير ولم تطو صفحة الطرح الرئاسي الفرنسي، والذي يقضي بتأييد انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وتعيين الرئيس تمام سلام رئيساً للحكومة، مشيراً إلى أن الرئيس سلام قد قام أخيراً بأعمال صيانة لدارته في بيروت وأضاء مداخله، ربما من أجل الاستعداد للمرحلة المقبلة.
لكن نجاح لودريان في إنجاز عملية انتخاب رئيس الجمهورية، لا يبدو سهلاً وفق نور الدين، الذي شدد على أن الانتخابات لن تحصل إلاّ في حالتين: أولاً بعد مؤتمر حوار تحت عنوان “المثالثة”، وثانياً، في حال حصل تطور أمني.
وأضاف نور الدين أن المسيحيين سيكونون الخاسرين، في حال لم يتمّ انتخاب فرنجية، والخسارة ستشمل مراكز قيادية في الدولة من خلال الفراغ الزاحف إلى حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش ومواقع أخرى، مع العلم أن انتخاب فرنجية سيسمح بإجراء تعيينات في هذه المراكز، بينما في حال استمر الفراغ الرئاسي وذهب الجميع إلى الحوار وإجراء تعديلات دستورية، فإن موقع رئاسة الجمهورية سيخضع حينها لمبدأ المداورة، ولن يبقى للمسيحيين.
وعن قدرة لودريان على إقناع معارضي فرنجية بانتخابه، رأى نور الدين أنه من المفروض أن لا ينتظروا عامين قبل السير بمرشح الثنائي الشيعي كما حصل لدى انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، موضحاً أن لودريان قد قال هذا الكلام للقوى المعارضة، ونصحها بإيجاز الوقت والأزمات على اللبنانيين.
أمّا لجهة استعداد الأطراف الداخلية للحوار، فقد اعتبر نور الدين أن ما من وسيلة للخروج من الانسداد، إلاّ عبر الحوار، علماً أن البديل عن هذا الحوار هو استمرار الخلافات وربما الحرب.
ليبانون ديبايت