تجنبي المكوث ساعات طويلة في السرير
تجنبي المكوث ساعات طويلة في السرير
“عادة المكوث في السرير ساعات طويلة، ينطوي على حالة من الخمول وعدم النشاط؛ ما قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية منها أمراض القلب والسكري”
باحثون
من الصيحات التي تحظى برواج على السوشال ميديا في الآونة الأخيرة، هي صيحة المكوث في السرير ساعات طويلة، والتعامل مع الأمر بأريحية، وكأنه شيء طبيعي لا ضرر منه.
وتتمحور فكرة هذا الاتجاه الرائج على منصة “تيك توك” حول السماح للأفراد بالبقاء ساعات طويلة في السرير، متجاهلين أية مسؤوليات وراءهم؛ لضمان حصولهم على قسط من الراحة.
وهذا الاتجاه الذي يعرف بـ “Bed rotting” لا يتمحور حول النوم فقط؛ لأن كثيرين يستغلون الوقت الذي يمضونه على السرير في مشاهدة مسلسلاتهم التلفزيونية أو تناول الوجبات التي يفضلونها.
ويؤكد داعمو ذلك الاتجاه أن هذا الوقت الذي تستحقه النفس بموجب تلك الصيحة الرائجة يعود عليها بعديد الفوائد الصحية، جسديا وعقليا، فضلا عن الدور الذي يلعبه لتجديد الجسم ككل.
وبينما يبدو هذا الاتجاه صحيا في ظاهره كونه يوفر قدرا كبيرا من العناية بالذات، غير أن الباحثين باتوا يحذرون أخيرا من تداعياته الصحية التي قد لا تكون ظاهرة بالنسبة لكثيرين الآن.
إذ أوضح الباحثون أن عادة المكوث في السرير ساعات طويلة تنطوي على حالة من الخمول وعدم النشاط؛ ما قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية منها أمراض القلب والسكري.
وبخلاف ذلك، قد تكون تلك العادة أحد الأعراض الدالة على مشاكل الصحة العقلية، ومن الممكن أن تساهم في تدهور الصحة الذهنية ببعض الحالات، وهو ما تم التنبيه إليه من قبل الخبراء.
تداعيات المكوث في السرير لمدة طويلة
مع أن تلك العادة قد تساعدك على التعافي في الأيام التي تكونين فيها بأمس الحاجة لأخذ قسط من الراحة، فالحقيقة أنك بحاجة للتخلص منها؛ لأنها تؤثر بالسلب في الواقع على الصحة البدنية؛ إذ ثبت أن نظام القلب والأوعية الدموية يعمل بشكل أفضل حين يكون الجسم مستقيما وليس جالسا أو مستلقيا، فضلا عن أن النشاط البدني يحافظ على صحة العظام ويعزز مستويات الطاقة.
وسبق أن وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن مكوث الشباب والبالغين في منتصف العمر فترات طويلة في الفراش أمر من شأنه أن يزيد خطر إصابتهم بمرض السكري لاسيما مع قلة النشاط.
وكذلك في بعض الحالات، قد يؤدي المكوث فترة طويلة في السرير إلى التأثير سلبا على الصحة العقلية، لأنه يحرمنا من فرص الانخراط في أنشطة هادفة تساعدنا على الشعور بالسعادة.
التوازن بين المكوث في السرير والتزام النشاط
المكوث في السرير ساعات طويلة ربما يكون أمرا مفيدا حال ممارسته باعتدال كما معظم الأشياء في الحياة. وما يوصي به الباحثون هو ضرورة إيجاد التوازن بين النوم أو الاستلقاء على السرير وبين ممارسة النشاط البدني؛ لأن ذلك هو العامل الفيصل الذي يضمن لك تجنب المشكلات.
فمثلا يُنصَح بتجنب القيلولة فترات طويلة؛ لأن ذلك يزيد من صعوبة النوم ليلا أو يزيد من درجة اليقظة مساءً، أما القيلولة العادية التي تتراوح مدتها من 10 ـ 20 دقيقة فتحظى بالعديد من الفوائد الصحية المميزة، التي من ضمنها زيادة التركيز، وزيادة الإنتاجية عند العودة إلى العمل، وكذلك المساهمة في تعزيز القدرة على التعلم وتحسين الحالة المزاجية والنفسية بشكل كبير.