ليس الأهم بالنسبة لإيران… النار الأميركية فُتحت على “الحزب”!
ليس الأهم بالنسبة لإيران… النار الأميركية فُتحت على “الحزب”!
الجمود السياسي الذي يغلب على المشهد الداخلي، قد خُرق أخيراً من خلال “فتح النار” الأميركي المباشر على “حزب الله”، عبر أكثر من مجال، والتركيز على توجيه الإتهامات ضده وذلك في هجمةٍ واضحة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر عواصم أوروبية، كما حصل في اجتماع “اليوروبول” أو الإنتربول الأوروبي، الذي انعقد أخيراً بناءً على دعوة أميركية واتُخِذ فيه قرار من قبل 35 دولة، بتصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية. ويؤكد الكاتب السياسي والمحلل علي حماده أن هذا الإستهداف، يأتي في سياق مسار طويل من الإدارات الأميركية المتعاقبة، والتي تعتبر الحزب “إرهابياً ومن دون تمييز بين جناح عسكري وجناح سياسي”.
ويوضح المحلل حماده في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت، أن مقاربة الولايات المتحدة للحزب، لم تتغير، مؤكداً أن “هذا لا يتصل أبداً كما أنه غير مرتبط أبداً بالتفاوض الدائم بين واشنطن، بشكل معلن أو سرّي مع إيران، لأن إيران دولة ولو أنها تقع تحت عشرات أو مئات العقوبات الأميركية المدرجة تحت عنوان الإرهاب، والتعامل معها يبقى كدولة حتى لو كانت دولة معادية.
ورداً على سؤال حول تأثير التقدم والتطوّر في العلاقة بين إيران والأميركيين على الحزب، ينفي حماده وجود أي تأثير أو ربط بين الملفين، ذلك أنّ “حزب الله” هو منظمة غير حكومية ومنظمة خاصة وميليشيا بالنسبة للأميركيين، ويتعاملون معه وفق هذه القاعدة وليس على قاعدة أن تحسّن العلاقات مع إيران يؤدي حكماً إلى تحسن العلاقة مع “حزب الله”، مهما تحسّنت العلاقات مع الأميركيين، وبالتالي، ستبقى العلاقة مع “حزب الله” سيئة وعلى مرّ العهود والإدارات الأميركية.
هذه الحملة ليس لها علاقة بالموضوع النووي لأنه لا تأثير لأي ضغط على “حزب الله” على البرنامج النووي الإيراني الذي هو مسألة استراتيجية لا تحتمل إبتزازاً عن طريق “حزب الله”، صحيح أن الحزب مهمٌ للإيرانيين لكنه ليس أهمّ من القنبلة النووية.
وعن وجود صلة ما بين الموقف الأميركي والإستحقاق الرئاسي، يكشف حماده أن الإنتخابات “هي آخر همّ أميركا، إنما هذا لا يعني أن ثمة تأثير على الوضع اللبناني، أي أن “حزب الله” مصنّف من عشرات الدول في العالم كمنظمة إرهابية، وهذه نقطة ضغط كبيرة عليه، وعلى بيئته وعلى المتعاملين معه، والذين غالباً ما تتمّ ملاحقتهم في دول أوروبية وأفريقية ودول في أميركا اللاتينية”.
وانطلاقاً ممّا تقدم، فهل خرجت واشنطن من “اللقاء الخماسي”؟ عن هذا السؤال، يجيب حماده أنها لم تخرج منه، مشيراً إلى أن أي لقاء خماسي سيعقد قريبًا ستُشارك فيه الولايات المتحدة التي هي طرف أساسي في اللعبة اللبنانية وفي المعادلة اللبنانية.
وبالنسبة للدور الفرنسي في ضوء المهمة التي باشرها موفد الرئيس إيمانويل ماكرون، الوزير السابق جان إيف لودريان، يعرب حماده عن اعتقاده بأن الفرنسيين “لا يغرّدون منفردين ولديهم موقفاً خاصاً لكنهم يحرصون دائماً ويجهدون جداً من أجل استمالة موقف سعودي مؤيد لحراكهم في لبنان، وهذا الأمر ظهر جلياً في المباحثات التي جرت مؤخراً في باريس خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لفرنسا حيث أصرّ الفرنسيون على إدراج الملف اللبناني، في حين أن السعوديين، ولو لم يتم إدراج هذا الموضوع، لما كانوا وضعوا الملف اللبناني على جدول المباحثات، وبالتالي، فرنسا لا تغرد منفردة لأنه ليس لديها الإمكانية لأن تغرّد منفردة”.
ليبانون ديبايت