“تناقض بين الدول الخمس… والعنصر السوري مجددًا إلى اللعبة اللبنانية”
“تناقض بين الدول الخمس… والعنصر السوري مجددًا إلى اللعبة اللبنانية”
مرحلة من الإنتظار المديد دخلها الإستحقاق الرئاسي، في ضوء تعليق الجلسات الإنتخابية الرئاسية ولو بشكلٍ غير معلن، لما سيعود به الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان إلى بيروت في الأسابيع المقبلة.
لكن هذا الإنتظار مشوبٌ بالحذر ممّا قد يحمله استمرار الفراغ من أحداثٍ ستملأ الوقت الضائع داخلياً وإقليمياً في آن. ووفق المحلل السياسي طوني عيسى، فإن لودريان قد لمس هذا الواقع، حتى أنه عندما غادر بيروت حاملاً نتائج محادثاته الى الرئيس ايمانويل ماكرون، كان يدرك ان الأمور هي أكثر تعقيداً مما تبدو على الساحة اللبنانية.
ويكشف المحلل عيسى لـ”ليبانون ديبايت”، عن تعدد وتناقض في الآراء والمصالح بين أركان اللقاء الخماسي في لبنان، مشيراً إلى “تناقض بين الدول الخمس وبين إيران من جهة وإلى دخول العامل السوري على الخط من جهةٍ أخرى، وذلك بعد عملية التطبيع التي جرت بين دمشق والسعودية والخليجيين عموماً ، ذلك أن هذا التطبيع أدخل في شكلٍ أو بآخر العنصر السوري مجدداً إلى اللعبة اللبنانية”.
اليوم، يضيف عيسى، “سيحاول الموفد الفرنسي والرئيس ماكرون، وعلى الرغم من الإنشغالات الكبيرة التي تواجه باريس نتيجة الصدام الحاصل في الشارع، إيجاد الصيغة السحرية التي يمكن أن ترضي الجميع في اللقاء الخماسي، كما أن ترضي إيران، ذلك أن الفرنسيين يؤيدون الفرضية القائلة بضرورة إشراك اللاعب الإيراني في التسوية مباشرة في لبنان على اعتبار أن “حزب الله” يبقى بشكل دائم وحتى إشعارٍ آخر، اللاعب الأقوى على الساحة اللبنانية ولا يمكن تمرير أي تسوية دون موافقته، كما لا تريد باريس أن يزعل من أي طرح أو مبادرة”.
ورداً على سؤال حول هذه الصيغة، يشير عيسى إلى أن, “باريس تفتش عن صيغة سحرية بين كل القوى السياسية من أجل التسوية في لبنان وخصوصاً إشراك الإيرانيين، لأنهم يدركون أن لا مجال لولادة تسوية في لبنان من دون إشراك الإيرانيين والحزب”.
ولكن على الأرجح يتوقع عيسى، أن “يصطدم الفرنسيون بكثيرٍ من العقبات لأن كثرة الطباخين وتناقض مصالحهم، ستؤدي الى تأخير نضوج الطبخة أو حرقها، وهو ما ينتظر الواقع اللبناني سواء جاء لودريان في الشهر الحالي كما قيل، أو تأخرت زيارته، في ظل عقبات عدة، سوف يجد الفرنسيون أنها أكبر من القدرة على الحل السريع، وهذا ما يبقي الواقع اللبناني في دائرة المراوحة حتى إشعارٍ آخر، على الأقل في الأشهر القليلة المقبلة”.
ليبانون ديبايت