اخبار محلية

علامات استفهام حول لبنانية الغجر… هل من اتفاق تحت الطاولة

علامات استفهام حول لبنانية الغجر… هل من اتفاق تحت الطاولة

توتّرت الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل بشكل مفاجىء يوم أمس الخميس، نتيجة عملية إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان باتجاه الجانب اللبناني المحتل, والذي ادّى إلى رد إسرائيلي بأكثر من 15 قذيفة على المناطق الحرجية، إضافة إلى تهديدات جاءت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أكّد بأن اسرائيل سترد في المكان والزمان المناسبين اللذين تختارهما. فهل تتدحرج الأمور إلى مواجهة بين اسرائيل ولبنان؟

في هذا الإطار يؤكد الخبير العسكري خالد حمادة, أن “التهديدات الإسرائيلية للبنان, بصرف النظر إذا كانت لحزب الله أو للحكومة اللبنانية, ليست مؤشراً على أنه سيكون هناك تصعيد أمني”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, لا يعتقد حمادة أن “الظروف الموضوعية المحيطة بوضع الجنوب اللبناني مبرّرا أو مؤشر على التصعيد, لافتاً إلى أن هذه الحوادث اعتدنا عليها, وهي بمثابة تقاذف للرسائل والبيانات التي لا قيمة لها”.

ويستغرب عودة موضوع قرية الغجر إلى الواجهة وكأن إحتلالها حصل بالأمس القريب, لافتاً إلى أن موضوع السياج لا يحتاج الى يوم لبنائه بل يستغرق شهوراً, وبالتالي ما هو المبرر لوضع مسألة الغجر اليوم في الواجهة؟.

ويضيف, “من المفيد أن يعلم اللبنانيون ليس هناك شيء اسمه القسم اللبناني من قرية الغجر, في قرية سورية محتلّة تمدّد سكانها عمرانياً واعتدوا على الأراضي اللبنانية, وتحديداً على خراج قرية الماري, وأصبحت نصف منازلها وربما اكثر ضمن الأراضي اللبنانية, لذا يجب أن يفهم اللبنانيون, بأن ما يسمّى بالجزء اللبناني من قرية الغجر هو أراضي لبنانية تمّ التمدّد عليها من قبل سكان الغجر القرية السورية المحتلّة بظل مواكبة إسرائيلية, أي استفادت اسرائيل من هذا التمدّد وسمحت به, ولكن الذين تمددوا هم سوريون, وبالتالي تمدّدت اسرائيل معهم على أطراف بلدة الماري بالتوسّع العمراني”.

ويتابع, “الإعتداء والإحتلال الإسرائيلي كأمر واقع لا يقتصر فقط على المنطقة المأهولة من الجغرافية اللبنانية, بل إسرائيل تضع يدها منذ العام 2000 على جزء من الأراضي اللبنانية غير المأهولة بقوة الامر الواقع, وهذا خلق منذ ذلك الوقت التباساً, سائلاً: “لماذا لا يتم المطالبة بالانسحاب من هذه القرية “.

وسأل: “لماذا نقول دائماً مزارع شبعا وتلال كفرشوباً؟ علماً أن مزارع شبعا هي موضوع خلاف لبناني سوري لم يتمّ إنهائه, في حين أن قرية الغجر هي قرية ليس عليها تحفظّ لا من لبنان ولا من اسرائيل, وبالتالي واضح أن ملكيتها للبنان ولا يتمّ المطالبة بها, غامزاً إلى وجود اتفاق تحت الطاولة بين النظام السوري واسرائيل عبر حزب الله, أو قبل ان يكون حزب الله موجود بهذه الفعالية في الجنوب اللبناني”.

وشدّد على أنه “وفق القرار 1701 ليس هناك من أي مانع أن يذهب الجيش اللبناني وينتشر في المناطق غير المأهولة التي تقول اسرائيل عنوةً أنها جزء من الغجر وبالتالي هي أراضي لبنانية, الحكومة اللبنانية قادرة من ضمن قرار الـ 1701 ومن ضمن المهمّة المعطاة للجيش أن تتخذ قراراً بنشر الجيش هناك حتى ولو أدّى ذلك إلى اشتباك مع العدو الإسرائيلي”.

وسأل: “لماذا لا يثار هذا الموضوع دبلوماسياً وسياسياً ويبحث ويتم توضيح هذا الموضوع, فلماذا قرية سورية تتمدّد إلى الداخل اللبناني في ظل إحتلال إسرائيلي ولماذا يتقاعص لبنان عن المطالبة في حقّه بهذا الموضوع, لذا أشدّد على أنه ليس هناك أي خلاف أو نزاع حدودي في هذه المنطقة, فهي منطقة غير متنازع عليها, فملكية لبنان لها واضحة دون أي التباس”.

وأشار إلى أن “هذا التقاعص اللبناني بدأ منذ العام 2000 مع الترسيم الأول, في حينه كان الجيش اللبناني يسيّر دوريات في محيط المنطقة المأهولة, وكان الخلاف متى سينسحب أهالي القرية ويتركون هذه المنازل الموجودة داخل لبنان للتمكّن من السيطرة على القسم المبني, الأن إسرائيل تحتل القسم المبني الذي توسّع, بالإضافة إلى عقارات تبلغ مساحتها بحدود الـ 500 ألف متر مربع بخراج بلدة الماري, تضع اسرائيل يدها عليها دون ان يكون هناك أي عقارات مسكونة, فهذا هو حقيقة واقع الامر في تلك المنطقة”.

لماذا أثير هذا الموضوع اليوم؟ أجاب حمادة: “ربمّا هناك نوع من التوازن الذي يريده حزب الله, وتريده اسرائيل على قاعدة تجاوز الخط الازرق من قبل حزب الله بخيمتين في مزارع شبعا, ويوازيه إثارة هذا الموضوع بهذه الطريقة, والسؤال الذي يوجّه إلى حزب الله, لماذا لا ينصب مئات الخيم داخل هذه المناظق اللبنانية, عوض عن وضع خيمتين جنوب الخط الأزرق حيث هناك التباس على الحدود, وهذه مسألة تثير الإهتمام”.

وختم حمادة, بالقول: “هذه منطقة لبنانية سيذهب لبنان قاطبة من شماله إلى جنوبه ليخيّم في هذه المنطقة المستولى عليها من لبنان, عنوة وقهراً من دون اي مسوّغ قانوني, لماذا لا يثار هذا الموضوع؟ وربّما يكون هناك نيّة إسرائيلية لتحويل هذه المنطقة إلى مزارع شبعا جديدة, بمعنى في مزارع شبعا كان هناك احتلال اسرائيلي لأراضي سورية, ثم بعد العام 2000 تمّ إلحاق هذه المناطق بالدولة اللبنانية, وتم تغيير الخرائط وأصبح لبنان يتحمّل وزر منطقة تم احتلالها من الجيش السوري, ثم الآن تتمدّد هذه القرية السورية المحتلة لتأخذ حيّزاً من لبنان, وليصبح كذلك لبنان وكأنه يتحمّل وزر إحتلال لقرية سورية وتمدّدت هذه القرية عبر الأراضي اللبنانية, في ظل الإحتلال الإسرائيلي وأمام تقاعس واضح من الدولة اللبنانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com