اخبار محلية

“الله لا يسامحك قتلتلي بنتي”… تفاصيل جديدة في قضيّة اغتصاب الطفلة لين طالب

بعد تحقيقات دامت لأكثر من أسبوعين متتاليين في قضية اغتصاب الطفلة لين طالب، اختتمت المحامية العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما التحقيق، بالادعاء على جدّ الطفلة من جهة الام، وعلى الوالدة بتهمة التستر على الجريمة. هذا القرار اتى بناء على نتائج فحص “DNA” وبعض المحادثات الهاتفية التي كشفت تورّطهما. واحالت القاضية توما أوراق الادعاء وملف التحقيق الاولي الى قاضية التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار.

العدالة لـ “لين”

في هذا السياق علمت “الديار” ان عائلة والد الطفلة ستتسلم نتائج فحص الـ “DNA” من قبل الأجهزة المختصة في الساعات القليلة المقبلة، للاطلاع على الدلائل الدامغة التي تثبت تورّط الجد من جهة الام في جريمة الاغتصاب. وبحسب المعلومات فان القاضية نصار تعقد جلسة يوم الخميس المقبل للبت في القضية بشكل نهائي وإصدار حكمها على الجدّ والوالدة. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها “الديار”، “ان القاضية نصار ستصدر القرار في حال كانت الدلائل مستوفية ومتوافرة، لتحيل الملف الى الهيئة الاتهامية تمهيدا لإصدار القرار الظني في محكمة الجنايات.

وأشارت المعلومات، الى ان اصدار القرار الظني قد يحتاج لأكثر من جلسة. وفي سياق متصل علمت “الديار”، “ان والدة لين وجهت اتهاما مباشرا في رسالة موثّقة عبر تطبيق “الواتساب” الى والدها المتهم باغتصاب وحيدتها بعيد وفاتها جاء فيها: “الله لا يسامحك قتلتلي بنتي”. تفاصيل كثيرة كُشفت خلال تفريغ هاتف الوالدة والجدّ تبيّن ان الجد من جهة الام هو من قام بهذا الفعل البشع”.

عقوبات المعتدي والمتستر على الجريمة!

اجمع اللبنانيون على ان انصاف الطفلة لين طالب يكون بإظهار الحقيقة للعلن كاملة دون لفلفتها لأي سبب كان، وطالب الرأي العام اللبناني بمحاسبة علنية للمجرم واعدامه في ميدان مفتوح ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب هكذا فعل في المستقبل.

قانونيا، حددت المادة “144” انه كل من اخفى بنفسه او بواسطة غيره شخصا فرّ بعد القبض عليه او متهما بجناية او جنحة او صادرا في حقه امر بالقبض عليه، وكل من اعانه بأي طريقة كانت على الفرار من وجه القضاء، “بالسجن من 3 الى 7 سنوات، وإذا كان محكوما عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة او المؤقتة او كان متهماً بجريمة عقوبتها الإعدام تكون العقوبة الحبس”.

اما بالنسبة للعقوبة التي ينص عليها القانون بالنسبة للمعتدي فأوضح المحامي بلال الحسيني لـ “الديار” ان “عقوبة الاغتصاب من قبل أصول القاصر نصّت عليها المادة 506 من قانون العقوبات المعدّلة في العام 2017، على ان لا تنقص العقوبة عن 9 سنوات من الاشغال الشاقة إذا كان القاصر دون 12 عاما، اما عن عقوبة القتل فقد نصّت عليها المادة 548 وهي الاشغال الشاقة المؤبدة”.

تابع “وفي حالة الاغتصاب والقتل معا على النحو الذي حصل مع الطفلة لين طالب أي على قاصر دون 12 عاما، فإن ارتكاب فعل جرمي واحد له شرحان جرميان، ويعتبر في القانون اجتماعا معنويا للجرائم وفقا للمادة 182 من قانون العقوبات وفي هذه الحالة يُنزل القاضي بالمعتدي العقوبة الأشد أي الاشغال الشاقة المؤبدة”.

أفعال غريبة بعيدة عن المجتمع

يستهجن الانسان عادة عندما يسمع خبرا عن اعتداء جدّ على حفيدته، او اب على ابنته، او اخ على اخته، لما لهذا الفعل من عواقب مؤذية تلحق بالطفل الذي من واجب الاهل حمايته وصونه ورعايته. وانتهاك المحارم متواجد في البيئات الاجتماعية الفقيرة والغنية، وليس محصورا في الريف او المدينة، او منتشراً في الصالونات الارستقراطية فقط.

صفات المعتدي!

من الصفات التي تظهر على المتحرّش، البرودة في الحياة الاجتماعية مع الشريك الآخر، الانطوائية، ويعتبر الإدمان على المخدرات والتحشيش من الأسباب الأساسية وراء ما يسمى بـ “سفاح القربى” أي اغتصاب المحارم.

هكذا يتم الإيقاع بالقصّار

على خطٍ موازٍ، يؤكد علماء النفس، “ان الهجوم الجنسي الأول الذي يحصل بين المغتصب والطفلة قليلا ما يكون وحشيا، ليتمكن الفاعل من السيطرة على فريسته، وليكرر فعلته دون أي رادع او وازع ديني، أخلاقي او انساني، ويكتفي بنقل الضحية الى مكان هادئ بعيد عن النظر والخطر. ويقوم المعتدي باستقطاب الطريدة السهلة وعادة يختار الأطفال الذين يقاسون من أزمات عاطفية لأسباب عائلية مثل الطلاق كما كان حال لين. لان معاناة الطفلة ضمنيا أثر عليها وجعلها لقمة سائغة من أقرب المقربين.

وبناء على كل ما تقدم، فان الأطفال يميلون لسماع كلام العطف والحنان، والمعتدي يعمل على استمالتهم بالمشتريات والحلويات بهدف ترويضهم تمهيدا للإيقاع بهم.

نقص العطف جريمة بحق الأطفال

من خلال الأرقام التي تكشف تزايد عدد الأطفال الذين يعانون من نقص العطف داخل اسرهم، جراء اهمال قواعد التربية السليمة او بسبب الخلافات العائلية او الطلاق، يمكن ان يُستنتج ان الصيد الذي يمكن ان يحصل عليه المغتصبون والمعتدون ثمين.

بالموازاة، احصت “الديار” كل حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي التي وقعت اخيرا في لبنان وتبيّن الآتي: “ان نسبة البنات اللواتي تعرضن لاعتداء جنسي تراوحت ما بين 25 الى 30% تقريبا، وبين 8 الى 10% بالنسبة الى الأولاد، ومعظم الجناة هم من الأشخاص الذين يعرفهم الطفل، مثل زوج، عم، جدّ”

ماذا يحدث للطفلة المغتصبة!

تنتاب الطفلة المعتدى عليها مشاعر متأججة، خاصة إذا كان الاغتصاب “اغتصاب محارم”، باعتبار ان هذه الطفلة صغيرة وعاجزة عن مقاومة المعتدي لأسباب عديدة منها: الخوف واما بسبب حبها القوي له. لذا على الاهل ان يتيقظّوا لعدة علامات تظهر على الفتاة او الولد اثناء الاغتصاب، ومنها ما يظهر بعده. بالإشارة الى ان الفتاة قد تكابد كثيرا نتيجة هذا الفعل وتصبح مكتئبة، وقد تحاول الانتحار أو تقدم عليه، أو تعاني من التوتر ونوبات غضب متفاوتة، وعداوة مفرطة ضد الجنس البشري، وقد يتولد لديها هلع من أتفه واقل وابسط الأمور. ناهيكم عن الإحساس بالدونية والعجز عن تخطّي المشاكل الاجتماعية والجنسية مستقبلا، طبعا هذا ينطبق على الفتيان أيضا.

المصدر: الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى